طباعة هذه الصفحة

عودة الإقبال خوفا من سيناريو الموجة الثالثة

تحذيرات من موجة رابعة تدفع المواطنين الى التلقيح

صونيا. ط

د. بوسعيود: دعوة لأخذ اللقاح لتجنب مخاطر الفيروس

 سجلت مراكز التلقيح ،بالجزائر العاصمة، عودة إقبال المواطنين على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا بعد أن عرفت العملية الأشهر القليلة الماضية تراجعا ملحوظا وعزوفا كبيرا عن التلقيح في مختلف ولايات الوطن بمجرد انخفاض منحنى الإصابات وتحسن الوضع الوبائي تدريجيا.
دفعت تحذيرات المختصين في الأسابيع الأخيرة من إمكانية حدوث موجة وبائية رابعة عددا كبيرا من  المواطنين، إلى العودة لأخذ اللقاح بسبب الخوف من مخاطر الإصابة بالفيروس وتكرار سيناريو الموجة الثالثة التي خلفت حالة استثنائية غير مسبوقة منذ بداية انتشار الجائحة في الجزائر، خاصة مع تفاقم أزمة نقص مادة  الأوكسجين على مستوى كافة مستشفيات الوطن وحدوث اكتظاظ كبير للمرضى في مصالح الإنعاش.
شهدت بعض مراكز التلقيح والفضاءات الجوارية بالعاصمة توافد أكبر من الراغبين في تلقي اللقاح المضاد لكوفيد ـ19 لاسيما بالنسبة للأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة الذين دفعهم الخوف من مضاعفات المرض على هذه الفئة إلى أخذ الجرعة الأولى من اللقاح وآخرون توجهوا إليها بغرض تلقي الجرعة الثانية التي تساعد على تعزيز المناعة ضد الفيروس.
وأكد مواطنون بساحة أول ماي أن تصريحات الأطباء حول اقتراب موجة جديدة من وباء كورونا جعلتهم يعودون الى التوافد على مراكز وفضاءات التلقيح للحماية من مخاطر الإصابة، مشيرين الى أن التردد في أخذ اللقاح في الأشهر الماضية راجع لاستقرار الحالة الوبائية وزوال خطر الموجة الثالثة.
وفي جولة ميدانية الى مركز التلقيح لبلدية الرايس حميدو لاحظنا توافد المواطنين بكثرة على المركز لأخذ اللقاح لاسيما كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وأكد العاملون بالمركز أن الإقبال في الأشهر الماضية شهد تراجعا بسبب انخفاض عدد الحالات المؤكدة بالفيروس، ولكن اختلف الأمر الأيام الأخيرة، وتحديدا بعد المنحى التصاعدي للإصابات، كون كثير من سكان البلدية يأتون لأخذ الجرعة الأولى أو الثانية وآخرون قصد الاستفسار عن مدى سلامة وفعالية اللقاحات.
من جهته، أوضح الشاب محمد في الثلاثينات أن خوفه على والديه من مخاطر موجة رابعة جعله يقرر أخذ اللقاح لتفادي نقل عدوى الفيروس ولضمان الحماية من مضاعفاته الخطيرة خاصة وأن والدته تعاني من أمراض مزمنة تجعلها أكثر عرضة للفيروس، موضحا أن اللقاح يعد الخيار الوحيد للتصدي السلالات المتحورة.
أما السيدة كريمة في الستينات، فأكدت أنها تلقت الجرعة الأولى من اللقاح الصيني، منذ 3 أشهر، وأتت الى المركز بغرض أخذ الجرعة الثانية قائلة إن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وتحذير الأطباء من موجة جديدة أشعرها بالخوف وجعلها لا تتردد في التوجه الى أقرب مركز تلقيح.

 الاستهتــار بالتلقيـح خـارج الموجــة خـطير

 دعت الطبيبة العامة نسيمة سعيود في تصريح خصت به «الشعب «، المواطنين إلى أخذ اللقاح للحماية من مخاطر الفيروس، موضحة أن التلقيح لا يقي من الإصابة، لكن يساعد على تجنب مضاعفات الفيروس الخطيرة، خاصة لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
حذرت الدكتورة سعيود من عواقب الاستهتار في الاستجابة لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا خارج الموجة، مشيرة الى أن العملية شهدت تراجعا كبيرا بعد تسجيل استقرار في الحالة الوبائية مقارنة بما حدث في الموجة الثالثة التي خلفت حالة خوف شديدة لدى جميع المواطنين من الإصابة بالعدوى ودفعتهم الى أخذ اللقاح.
وأضافت أن كل شخص مطالب بالتحلي بالمسؤولية ويساهم في تعزيز الحماية من مخاطر العدوى من خلال الإقبال بقوة على التلقيح الذي يمكن أن يصبح موسميا يتم كل سنة مثل التلقيح المضاد للأنفلونزا الموسمية.
ترى بأن تسريع وتيرة التلقيح تتطلب الاستمرار في تنظيم حملات تحسيسية وأنشطة إعلامية لدفع المواطنين وإقناعهم بأهمية التلقيح وتقديم المعلومات اللازمة والإجابة عن الاستفسارات حول العملية،مشيرة الى أن البعض يجهلون الدور الحقيقي للقاح ويعتقدون أنه دواء يستخدم للعلاج ويقي من الإصابة بالفيروس ولكنها معلومات تستدعي التصحيح من خلال التوعية والتحسيس لأخذ اللقاح، وكذا حث المواطنين على مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي.
وأوضحت الدكتورة سعيود أن جرعة واحدة لا تكفي للحماية من مخاطر الإصابة بالفيروس كون الجرعة الثانية مهمة لتعزيز مناعة الجسم ضد مضاعفات الفيروس، قائلة إن استمرار انتشار الوباء يحتم أخذ اللقاح وفي حال كانت موجة رابعة ضعيفة فإن الجرعة الثالثة ممكن أن تكون غير ضرورية لجميع الفئات، موضحة أنه لا يمكن تعميم القاعدة على جميع المرضى خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية.
كما أشارت الطبيبة العامة إلى أن الأعراض التي تظهر على شكل حمى وسعال وآلام في الحلق يشتبه في أنها أعراض مرتبطة بـ»كوفيد» إلى غاية إثبات العكس من خلال القيام بفحوصات الكشف عن الفيروس، موضحة أن البروتوكول العلاجي يختلف من حالة إلى أخرى ويتم استخدامه للعلاج الأعراض التي تظهر على المريض.