أكدت جمعيتا «طريق السلامة» و»البركة»، أمس، على جعل إرهاب الطرقات قضية الجميع كونها لم تعد تستثني أحدا أمام التزايد الهائل لضحاياها، حيث تم تسجيل 100 قتيل منذ بداية 2014، داعين إلى تفعيل دور المجتمع المدني في التحسيس بحوادث المرور وتقديم النصائح والارشادات لمستعملي الطريق لا سيما السائقين منهم، من خلال تقديم الدولة للتسهيلات وتشجيعه على العمل في هذا المجال بكل فعالية ونجاعة.
وأوضح محمد العزوني الرئيس الشرفي لجمعية «طريق السلامة» أن حوادث المرور أصبحت قضية يومية وعلى طول السنة، وليست مناسباتية كما يعتقد البعض حتى وأن تزايدت في موسم دون آخر وحتى خلال الشهر الفضيل، ما يتعين تعزيز المراقبة والمتابعة الدائمة لوضعية الطرقات.
وحسب العزوني المجتمع المدني هو الاقدر على تفعيل نجاعة التحسيس وايصال النصائح للمواطنين، محملا في ذات السياق حوادث المرور إلى مدارس السياقة التي يقع على عاتقها تخريج سائقين أكفاء، مشيرا إلى أن 90% من الحوادث سببها العنصر البشري منها 35% بسبب النعاس وعدم الانتباه.
وأعطى ذات المتحدث جملة من النصائح تتعلق في مجملها بمنح تكوين جيد للسائقين الجدد وتغيير السائق بالنسبة للنقل الجماعي على المسافات الطويلة، وأخذ قسط وافر من الراحة والنوم لتفادي الغفلة وعدم الانتباه أثناء القيادة.
من جهتها أكدت فلورة بوبرغوت رئيسة جمعية «البركة» أن العنف المروري أصبح غير مقبول ومسموح، الذي يشهد تزايدا بالرغم من كل الحملات التحسيسية، حيث لم تعد هناك أي عائلة جزائرية تخلو من ضحية، مشيرة الى أن احصاء 4500 قتيل خلال 2013 مأساة وطنية، ناهيك عن ما يتسبب فيه من اعاقة و ما يتبعها من فواتير ضخمة للعلاج والتكفل بهم لا سيما وسط الشباب.
وشددت فلورة في هذا السياق على ضرورة لعب بعض المصالح والقطاعات لدورها على غرار ادراج التربية المرورية في البرامج الوطنية للتربية لتلقين الطفل ثقافة مرورية منذ الصغر وترسيخها لدية باعتباره سائق الغد، كما دعت إلى التحلي بحس المواطنة من خلال جعل محاربة ارهاب الطرقات مسؤولية الجميع، ناهيك عن تغيير الذهنيات.
وطالبت جمعية البركة بتخصيص سنة 2014 - 2015 سنة للسلامة المرورية، داعية إلى احترام قوانين الجمهورية وتطبيقها على الجميع دون استثناء، إلى جانب تخصيص ممرات للمعاقين عبر مختلف وسائل النقل الحضرية لا سيما على مستوى المترو التي غائبة تماما وكذا بالطرقات خاصة وأن الجزائر تحصي أكثر من 4 آلاف معوق، ناهيك تعميم رخصة السياقة بالتنقيط.
من جانبه انتقد الدكتور بن أشنهو عضو في جمعية «البركة» تعامل وسائل الإعلام مع حوادث المرور بأنها أرقام واحصائيات فقط، بل يتعين التعامل معها كظاهرة انسانية تستدعي التوقف عندها لأن الكارثة الحقيقية تكمن فيما بعد وقوع الحاث من خلال التكفل بالجرحى خاصة وأن المستشفيات الجزائرية عامة وليست جاهزة للتكفل بهكذا حالات بالشكل المطلوب.
كما انتقد بن أشنهو الفراغ القانون في قانون العقوبات الجزائرية على غرار عدم ادراج حالة تناول المخدرات باستثناء حالة السكر فقط، ونفس الأمر بالنسبة لعدم الزام وكلاء السيارات باحترام معايير السلامة في السيارات التي لا تركز إلا على الجانب التجاري وآخر التكنولوجيات، مشيرا إلى أن المجتمع الجزائري ليس بصحة جيدة بل يفتقد لصحة جوارية بمفهومها الواسع.