يا سيدي في زحام الأيام
كان دوما حبك المقام
فبذكرك تنجلي الأسقام
يخف الوزر وإن كان ركام
كيف لمثلي تتجرّأ وتطيعها في حضرتك الأقلام
إنّه تنصل من دنيا الأنام
خُلْوَةٌ في حضرتك النفس لا تُضام
تسترسل دموعي وراحة كعذب الكلام
فأي حروف تسقط كبثي بإحكام
تعتريني سكينة يقظة لست بحلم
الحروف وجسة من صاحب المقام
وهل ستحمل هذا الجسد بجواره أقدام
فأنتِ في هذا الركن المنزوي مع الأثام
يقشعر البدن واللسان يتلعثم
فهل ستفك عقدة لسانك وله تكلم
بفصاحة كأم معبد والعرب الكرام
أتوق لحروف ببريق القرآن تعجز المعاجم
عربية قحة تسترسل كأرقى الأنغام
حبي لك يا محمد من جرأني على حروف كالأصنام
كأني أتلفظ الشهادة لك مني سلام
فصفاتك الكمال الأتم
وأخلاقك قرآن من أفعالك ترفع الهمم
طوبى لنافع برؤيتك بفيه تثفل
ليتطيب جلساؤه قرءانا يشم
معجزاتك يقف أمام عدها اللّسان ملجم
من سيرتك العطرة ننهل في نهم
لنسد جوع الروح ونشفيها من اللمم
الذي تغافلنا عنه وهل سينفع الندم
ويكتب لنا الورود من حوضك في الختام
في زماننا الهمج عليك يصب الهجوم
والعقلاء نصبوك الأول والأعظم
ولو تذوقوا نعمة الإسلام
لكان يقينهم أنك الأعظم من عهد آدم
من ديواني «بين فتق الجراح ورتقها»