تعدّ بلدية إغرم الواقعة على بعد 70 كلم جنوب غرب مدينة بجاية، من بين أكثر بلديات الولاية التي تعاني عجزا واضحا في التغطية والرعاية الصحية، سواء على مستوى الهياكل، أو على مستوى التجهيزات التي تبقى قليلة ولا تُلبّ احتياجات السكان، الذين يتوزعون عبر مختلف القرى النائية وبتعداد يفوق الـ 10آلاف نسمة.
وحسب ممثلي المجلس البلدي فإنّ هذا الإشكال مطروح منذ عدة سنوات، تؤرق كثيرا السكان خاصة المرضى منهم، الذين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة نحو البلديات المجاورة بحثا عن العلاج، وهو ما يعني دفع مصاريف إضافية، الأمر الذي أثقل كاهلهم وزاد من معاناتهم، فالبلدية ورغم كثافة سكانها لا تحتوي على هيكل صحي يمكنه التكفل بجميع المرضى، الذين يتكفل بهم طبيب واحد فقط يقدم استشارات طبية ثلاث مرات في الأسبوع، يُكابد وحده في ظل النقص الفادح في التجهيزات الطبية والممرضين.
فرغم وجود ثلاث قاعات للعلاج في كل من عاصمة البلدية وقاعتين أخريين في قرى تاسلنت وإغيل، لكن معاناة السكان المرضى خاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ما تزال مستمرة نظرا لعدم وجود الأطباء والممرضين الذين يمكنهم تقديم الخدمات الطبية الأولية، نفس المعاناة يتخبط فيها سكان القرى النائية على غرار عزونة وآيت أعمر أوزقان، التي يضطر مرضاها للتنقل حتى عاصمة البلدية، من أجل البحث عن ممرض لتضميد الجروح أو إعطاء حقنة تخفف عنهم بعض آلامهم.
أما بقرى تازاغارت، تيزي معلي و تيغيلت مخلوف فالوضع ليس أقل مما سبق، فرغم وجود قاعات علاج بها إلا أنها أضحت مهترئة منذ سنوات، ولم تعد في وضع يسمح أن تقدم فيها أدنى خدمات الرعاية الصحية.
وفي رده على هذه الانشغالات التي أرّقت سكان البلدية، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي أن مصالحه ستشرع قريبا في أشغال ترميم وإعادة الاعتبار لقاعات العلاج بالبلدية، والتكفل بالنقائص الطبية التي تشهدها هذه المراكز الصحية، التي ستُنهي بلا شك شقاء السكان في البحث عن العلاج.