تواصل إسرائيل منذ أربعة أيام، عدوانها الغاشم على قطاع غزة، دون أن يردعها رادع أو يثنيها عن تصعيد جرائمها النداءات الدولية الداعية إلى التهدئة ووقف المذبحة الجديدة التي جاءت لتوسّع السجّل الإجرامي الدّموي للكيان الصهيوني، الذي لا يميز بين المدنيين والنشطاء ولا بين الكبار والصغار، حيث حصدت آلته العسكرية الجهنمية أزيد من سبعة أطفال ودفنت العديد من العائلات تحت مساكنها بعد نسفها.
وفي صورة تعكس مدى وحشية العدوان الإسرائيلي، استشهد، صباح أمس فقط، 11 فلسطينيا في غارات لا تتوقف، ليرتفع عدد الشهداء إلى 35، في حين تجاوز عدد الجرحى 300 والقائمة تبقى مفتوحة مادامت إسرائيل لا تستبعد توسيع عدوانها ليشمل اجتياحا بريا محتملا، كالذي حصل في ديسمبر 2008 وجانفي 2009 وخلف 1500 شهيد.
وردا على الغطرسة الصهيونية، وسّعت المقاومة مدى قصفها لتشمل مدن الخضيرة وتل أبيب والقدس. وقال مراسلون من غزة، إن الغارات الإسرائيلية، أمس، أدت إلى استشهاد امرأة مسنة في حي المغرافة، كما استشهد شاب وأصيب آخر في غارة استهدفت دراجة نارية في بيت لاهيا شمال القطاع.
وبينما استشهد فلسطينيان آخران في غارة إسرائيلية على أرض زراعية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استشهدت سيدة فلسطينية وابنها في غارة جوية إسرائيلية على بيت حانون شمال القطاع.
نسف المنازل فوق رؤوس أصحابها
قالت مصادر أمنية في قطاع غزة، إنه تم تدمير أكثر من ستة منازل، صباح أمس، في غارات إسرائيلية، مشيرة إلى أن عدد المنازل المدمرة منذ بدء العملية العسكرية بلغ 52 منزلا.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز، قد قال إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 160 غارة خلال الليل، مما رفع عدد الهجمات الجوية إلى 440 غارة منذ بدء عملية “الجرف الصامد”.
وأشار إلى أنه تم استهداف 120 موقع لإطلاق الصواريخ وعشرة مراكز قيادية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) و«العديد من الأنفاق، ومكاتب لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لحركة حماس”.
اغتيال قيادي بالجهاد وأسرته
قال مسؤولون فلسطينيون، إن إسرائيل اغتالت ناشطا قياديا بحركة الجهاد الإسلامي وخمسة من أفراد عائلته في ضربة جوية بشمال قطاع غزة في وقت متأخر ليل الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووزارة الداخلية في غزة، أن حافظ حمد وشقيقيه ووالديه قتلوا عندما قصف منزلهم في ضربة جوية في بلدة بيت حانون بشمال القطاع. وقتلت أيضا امرأة لم تعرف هويتها في المنزل.
صواريخ المقاومة توسّع مداها
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل، لأول مرة، أمس، أن صاروخا أطلقته كتائب عزالدين القسام - الجناح العسكري لحماس - وصل إلى مدينة الخضيرة في شمال إسرائيل.
وتبعد المدينة نحو مائة كيلومتر عن قطاع غزة بما يظهر تقدما غير مسبوق في القدرة الصاروخية لكتائب القسام، التي هددت سابقا بمفاجآت غير متوقعة لإسرائيل.
كما أعلنت الإذاعة، أن صافرات الإنذار دوت في مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، صباح أمس، جراء إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة باتجاهها دون وقوع إصابات أو أضرار. ودوت أيضا صفارات الإنذار في موديعين بشمال القدس. وأفاد مراسلون بأن كتائب القسام قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ أم 75، كما قصفت مطار نيفاتيم العسكري لأول مرة الذي يقع على بعد سبعين كيلومترا من قطاع غزة. وقصفت أيضا أسدود وكريات ملاخي بنحو عشرين صاروخا.
ورصدت الإذاعة إطلاق 160 قذيفة صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ أمس الأول، وصل عدد منها إلى مسافة تتجاوز 80 كيلومترا عن قطاع غزة. واتخذت إسرائيل إجراءات متعددة في محاولة منها لتقليل الخسائر التي تحدثها صواريخ المقاومة، بما فيها تقليل الرحلات في مطار بن غوريون الذي شملته القذائف الصاروخية.
كما أجازت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة للجيش، استدعاء 40 ألف جندي من الاحتياط، ما جعل مسؤولين إسرائيليين يذهبون إلى القول أن غزوا بريا للقطاع بات غير مستبعد، داعين سكان البلدات التي تبعد حتى أربعين كيلومترا من الجيب الساحلي إلى البقاء قرب الملاجئ.
أوباما يحث على ضبط النفس
حثّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقال سينشر في عدد يوم الخميس لصحيفة “ذي تسايت” الأسبوعية، الإسرائيليين والفلسطينيين على ضبط النفس في الصراع المتصاعد بينهما وعدم التصرف بطريقة انتقامية.
وكتب أوباما في المقال، “في الوقت الخطر كهذا يجب أن يحمي الجميع الأبرياء ويتصرف بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية”.
وأضاف في أجزاء نشرت بالألمانية، “يجب أن يكون الجانبان على استعداد لتقبل مخاطر السلام”.