وصف الحكم الدولي السابق، محمد زكريني، في حوار لـ «الشعب ويكاند»، التحكيم بالنقطة المهمة خلال المباريات الحاسمة، مثلما كان عليه الحال خلال المواجهة المصيرية التي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري ونظيره البوركينابي، بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات بطولة العالم 2022، موضحا أنّ الحكم الجنوب أفريقي، فيكتور غوميز، قام بعمل رائع فوق الميدان من خلال تدخلاته الموفقة والصائبة، الأمر الذي جعل اللاعبين من كلا الجانبين يلعبون بارتياح، كما تحدث عن أمور أخرى في هذا الحوار:
الشعب ويكاند: كيف تقيّم مستوى الحكم غوميز، خلال المواجهة الحاسمة للمنتخب الوطني ضدّ بوركينافاسو؟
«محمد زكريني: الحكم الجنوب أفريقي، فيكتور غوميز، قدم واحدة من أروع اللقاءات خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم بقطر 2022، لأنه عرف كيف يتحكم في زمام الأمور من البداية حتى النهاية، بالرغم من صعوبة المأمورية لأنّ المواجهة التي جمعت بين المنتخب الوطني وبوركينافاسو كانت مصيرية، ونتيجتها حاسمة للمرور للدور الفاصل لكسب بطاقة المشاركة في الحدث الأكبر عالميا بالنسبة للساحرة المستديرة، حيث كانت كل تدخلاته موفقة وأعلن عن كل الأخطاء التي ارتكبت بكل حيادية، وهذا الأمر صعب للغاية لأنّ الجميع يعرف الضغط الذي كان يعيشه اللاعبون فوق الميدان من كلا الجانبين.
- هل كنت تنتظر هذا المستوى من الحكم الذي أدار لقاء الجزائر؟
بكل صراحة كلنا نعرف هذا الحكم لأنه مرشح لإدارة نهائيات كأس أمم أفريقيا وكأس العالم، وذلك راجع لمستواه التحكيمي وما يقدمه خلال المباريات الصعبة التي تسند له، بدليل أنه لم يخرج ولا بطاقة صفراء خلال مباراة الجزائر مع بوركينافاسو، بالرغم من حساسيتها مثلما سبق لي القول، وهذا ليس بالأمر السهل ويجب أن يكون الحكم يملك شخصية قوية، وكاريزما تسمح له بفرض قراراته فوق المستطيل الأخضر، وبهذه الطريقة قلل من نسبة الضغط التي كان يعيشها اللاعبون لأنّ نتيجة اللقاء مهمة وأيّ خطأ قد يكلف الكثير، ومن هنا نرفع القبعة لهذا الحكم الذي أثبت أنه يملك مستوى عالمي، والحمد لله أنّ الاتحاد الأفريقي عيّنه في آخر جولة من دور المجموعات، لأننا طالما عانينا من ظلم التحكيم في السابق.
- ما هي نظرتك للتحكيم خلال لقاءات الجولة الأخيرة بالنسبة لكل المجموعات؟
التحكيم نقطة مهمة في معادلة كرة القدم لأنه يؤثر على سير المباريات، وإذا كان الحكم جيّد وفي المستوى من خلال القيام بدوره من دون انحياز أكيد ستكون الأمور عادية، ولن يؤثر سلبا على معنويات اللاعبين مثلما كان عليه الحال معنا بالضبط، ولهذا أنا جدّ سعيد بتعيين واحد من أفضل الحكام في القارة الأفريقية لإدارة المواجهة الأخيرة للجزائر لأنه كان حياديا، والخطأ الوحيد الذي ارتكبه عندما لم يخرج البطاقة الصفراء في الدقيقة 19 بوجه القائد البوركينابي دابو الذي اعتدى على بلايلي عدا ذلك كان ممتاز.
التحكيم الجيّد الذي كان في لقاء الجزائر مع بوركينافاسو، كان غائبا في لقاءات تصفيات مونديال 2022 بقطر، أين كان التحكيم له دور في إقصاء منتخب جنوب أفريقيا ضد غانا، بسبب الإعلان عن ضربة جزاء خيالية، الأمر ذاته تكرر خلال المواجهة التي جمعت بين الكونغو الديمقراطية ضد البنين، ونحن أيضا حرمنا الحكم الذي أدار لقاء الذهاب ضد بوركينافاسو من ركلة جزاء ارتكبت على محرز، ولهذا يجب أن نعتمد على تقنية الفار مثلما هو عليه الحال في القارات الأخرى، حتى نتفادى الأخطاء التحكيمية التي تحدث سواء عن قصد أو عن غير قصد خاصة في الدور الفاصل.