تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة دون انقطاع، منذ ظهيرة أمس، على ولاية تيزي وزو، في عزل عديد البلديات، حيث جرفت الأمطار الأتربة والأوحال على طول الطرق، كما وجدت المياه طريقها إلى داخل عديد المؤسسات التربوية والمديريات، على غرار دائرة ذراع بن خدة، أزفون، عزازقة وذراع الميزان.
تحولت مداخل مقرات المديريات «مقر الدائرة، مركز التكوين المهني، المؤسسات التربوية ووحدة الكشف والمتابعة الطبية»، منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، إلى «مسبح» في الهواء الطلق نتيجة الكميات الهائلة من مياه الأمطار، تجمعت في مختلف الأماكن، مشكلة بركا من المياه والأوحال بسبب ارتفاع منسوب المياه التي شلت حركة المرور وأغلقت الطرق وصعبت من الدخول أو الخروج منها.
طرق مغلقة، حركة مرور مشلولة، تسببت في عزل عدة بلديات في تيزي وزو، وشُلّت فيها كل الأنشطة والمديريات، فلا وجود لوسيلة نقل أو سيارة تسير في الطرق لاستحالة مرورها داخل تلك الكميات الهائلة من المياه والأوحال التي غيرت معالم المنطقة، وبالتالي استحالة وصول العمال إلى مقرات أعمالهم، كما أن العديد منهم اضطروا للعودة إدراجهم بعدما عجزوا عن الدخول إلى مؤسساتهم التي غمرتها المياه، كما اضطر التلاميذ للعودة إلى منازلهم لتعطل الدراسة وما شهدته، خصوصا دائرة ذراع بن خدة التي شلت عن آخرها وعزلت عن باقي مناطق تيزي وزو.
انزلاق تربة وانهيار صخور
الأمطار الطوفانية حولت الطرق إلى وديان وجرفت معها كل الأتربة والأوحال، ما شكل بركا كبيرة من المياه والأوحال التي عرقلت حركة السير، كما تسبب في عدة انزلاقات للتربة وانهيار الصخور، على غرار الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بجاية وتيزي وزو في المنطقة الساحلية، أزفون انزلاق ترابي متبوع بانهيار الصخور وانزلاق جزئي للطريق الرابط بين بلدية أزفون وبلدية أقرو، الى جانب انزلاق آخر على مستوى الطريق الوطني رقم 25 بين ذراع الميزان وتيزي وزو يقرية آيت يحي موسى. كما امتلأ الطريق الوطني رقم 12 بذراع بن خدة بحي بوعيدوال مدينة. الطريق الولائي رقم 128 الرابط بين معاتقة وبوغني شهد أيضا كميات هائلة من مياه المطار التي شلت حركة المرور، إلى جانب الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين زولا وسيدي نعمان والطريق الولائي رقم 224 الرابط بين سيباو وسيدي نعمان، كما امتدت حركة الطريق المشلولة إلى الطريق الولائي رقم 37 بأيت عيسى ميمون وواقنون.
غلق الطرق أدخلت مستعمليها في دوامة معاناة، خاصة وأن العديد منهم قد تعطلت أشغالهم بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى مقرات عملهم وحتى مختلف المديريات لقضاء أشغالهم، ليضطروا بعدها إلى العودة أدراجهم لاستحالة مرورهم في هذه الظروف، خاصة وأن الأمطار ما تزال مستمرة وستستمر في التساقط وبكميات كبيرة، بحسب ما جاء في النشرية الجوية الخاصة.
الأمطار الطوفانية في تيزي وزو لم تعرقل فقط حركة المرور وانزلاق التربة وانهيار الصخور، بل غمرت عدة مؤسسات ومديريات، وهو ما شهدته المدرسة الابتدائية «خاتي احسن» بإيشرذيون ببني دوالة. كما عرفت عدة تسربات في أسقف الأقسام ما دفع الأساتذة إلى وضع الدلاء لتفادي وصول المياه إلى أرضية القاعات. وبحسب ما صرح به أحد أولياء التلاميذ، فإن أبناءهم لم يسلموا من مياه الأمطار رغم تواجدهم داخل الأقسام.