إستراتيجية جديدة للتّكفّل بالمصابين بالفيروس
أكّد رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود البروفيسور جمال الدين نيبوش، أنّ مواجهة مخاطر تفشي فيروس كورونا في الجزائر تتطلّب عملا ميدانيا جادا ما بين الموجات، وتبنّي إستراتيجية جديدة للتكفل بالمصابين على مستوى المؤسسات الصحية، وتسريع وتيرة التلقيح لتشكيل مناعة جماعية تسمح بكسر سلسلة انتشار العدوى، كاشفا في سياق آخر عن تحقيق ميداني لمعرفة الأسباب الحقيقية لعزوف المواطنين عن التلقيح.
دعا رئيس مصلحة أمراض القلب البروفيسور جمال الدين نيبوش في تصريح لـ «الشعب»، إلى إجراء تحقيق ميداني لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء عزوف المواطنين عن التلقيح بالرغم من خطورة الفيروس وما خلفه من ضحايا وإصابات خطيرة في الموجة الأخيرة، مشيرا إلى أن التخوف من الآثار الجانبية للقاحات المتوفرة غير مبرر، خاصة وأنه إلى حد الآن لم يتم تسجيل أية أعراض خطيرة على الملقحين.
وأكّد البروفيسور نيبوش أن التلقيح يعد السلاح الوحيد الذي يجب استعماله خارج الموجة لمحاربة مخاطر الفيروس من خلال تضافر جهود الجميع لتسريع وثيرة التلقيح والتمكن من بلوغ المناعة الجماعية، قائلا إنّ الاستهتار والتراخي في الإقبال على اللقاح سيتسبب في ارتفاع عدد الإصابات، وتكرار نفس سيناريو الموجة الثالثة، وأن تسجيل استقرار في الوضع الوبائي لا يعني زوال الخطر نهائيا.
وأشار إلى أنّه بات من الضروري تبني إستراتيجية جديدة لمواجهة مخاطر الفيروس، وكيفية التكفل بالمصابين به على مستوى المؤسسات الصحية عبر تقييم القدرات والإمكانيات الموجودة لاستقبال جميع الحالات، والتكفل بهم خلال قدوم الموجة وخارجها، متوقعا أن يستمر انتشار فيروس كورونا إلى وقت طويل، ما يستدعي - على حد قوله - اتخاذ إجراءات استعجالية للتمكن من مواجهة جميع المخاطر المتعلقة بالفيروسات المتحورة التي تتميز بسرعة الانتشار.
في ذات السياق، أوضح أن تجنيد جميع المصالح الطبية في المستشفيات للتكفل بمرضى كورونا تسبّب في إهمال التكفل بالمصابين بأمراض أخرى، مضيفا أنه بما أن الجزائر لديها تجربة في كيفية التعامل مع الوباء ومواجهة مخاطره مقارنة مع بداية انتشار الجائحة، فيتعين التفكير في اعتماد إستراتيجية جديدة تمكّن من التكفل بجميع الحالات دون المساس ببقية التخصصات، خاصة ما تعلق بالأمراض الخطيرة كالسرطان، والتي تحتاج عناية وعلاجا استعجاليا.
3 هياكل لعلاج كورونا
اقترح البروفيسور نيبوش تخصيص 3 هياكل صحية صغيرة للتكفل بمرضى كورونا من أجل تخفيف الضغط على المصالح الطبية، وتحرير المستشفيات من الضغط، ويمكن تجهيز الأخيرة في ظرف أسبوع عوض الاستمرار في علاج المرضى في أغلبية المصالح الطبية مقابل إهمال المرضى، الذين يعانون من إصابات لا تتعلق بكوفيد بشرط أن يتم تسخير الوسائل اللازمة وأطباء مكونين جيدا مدة 3 أو 4 أشهر.
وأضاف أنه يمكن تكوين الأطباء العامين في علاج المصابين بهذه الوحدات الصغيرة، ولا يتطلب الأمر الاعتماد على الأطباء المختصين، قائلا إن التكفل في المستشفى يكون للحالات الصعبة التي تظهر عليهم أعراض خطيرة وتستدعي علاجا استعجاليا، أما المرضى الذين تظهر عليهم أعراض معتدلة غير خطيرة، من الأفضل تلقي العلاج في المنزل مع الإبقاء على نفس البروتوكول العلاجي.
ومن بين الحلول التي يرى البروفيسور نيبوش أنها قد تساهم في التقليل من خطر انتشار العدوى، هي تلقيح الأطفال باعتبارهم خزانا للفيروس وناقلين للعدوى، وهو الأمر الذي تسبب في عدم انخفاض الإصابات إلى أقل من 100 حالة يومية، مع إجبارية تلقيح الأسلاك الطبية من الأطباء والممرضين وكذا الفئات الهشة، مشيرا إلى أن فيروس كورونا مرض خطير يهدد الصحة العمومية.
وفيما يخص مضاعفات كوفيد بعد الشفاء منه ،أوضح رئيس مصلحة أمراض القلب أن الكثير من المرضى تستمر لديهم أعراض خطيرة حتى بعد التعافي من الإصابة بالفيروس، ومن بين الأعراض التي تظهر على المرضى بنسب متفاوتة الإصابات التي تمس القلب والشرايين والسكتات الدماغية.