طباعة هذه الصفحة

الشاعر عزوز عقيل:

اهتمام النخبة بالسياسة نهاية لعهد المال الفاسد

ح. غريب

 أفصح الشاعر عزوز عقيل ابن مدينة عين وسارة ولاية الجلفة، عن تشرّحه لخوض غمار انتخابات 27 نوفمبر، مؤكدا في حوار لـ»الشعب ويكاند» على ضرورة أن يعود المثقف إلى السياسة.


- «الشعب ويكاند»: نشهد منذ الانتخابات التشريعية الماضية عودة المثقف بقوة إلى محاولات خوض غمار الانتخابات والتعبير صراحة عن الرغبة في ولوج عالم السياسة، هل هي صحوة بعد غياب وتغييب؟
 عزوز عقيل: ممكن أن نعتبرها صحوة بالدرجة الأولى ولكن الأمر الحقيقي الذي جعل المثقف يقتحم مؤخرا غمار الانتخابات سواء كانت السابقة أو الحالية، هو نظام الانتخابات الجديد الذي أعطى فرصة التكافؤ للجميع، ومبدأ التنافس هو الكفاءة على غير ما ألفه المواطن والمثقف على حدّ سواء فالمثقف في المرات السابقة كان يكون ترتيبه الأخير في القائمة، لأن أصحاب المال الفاسد ممن يتصدرونها كانوا يقفون حائلا في وجه المثقف. ومع القرارات الجديدة وتنظيم الانتخابات بشكلها الجديد منحت الفرصة للجميع وأصبح التنافس على مستويات عدة غير التي كانت سابقا وهذا ما جعل المثقف وغيره والدليل على ذلك أن الشباب الذي كان يعزف على هذه الانتخابات أصبح اليوم يتصدّر هذه القوائم وهذا شيء يبشر بالخير لتبقى الكفاءة هي المقياس الحقيقي في وصول هذا المرشّح لم يطمح إليه، خاصة إذا كان يؤمن بأن الوطن يبنيه الجميع.

- هل يمكن القول، إن التغييرات التي عرفتها البلاد منذ 2019 توفّر فرصا للمثقف للمشاركة في صناعة القرار وتحسين الأوضاع إلى الأفضل؟
 مُؤكد أن هذه التغييرات هي التي جعلت كثيرا من الشباب والمثقفين وقطاعات أخرى كانت فيما سبق ممتنعة أو مقاطعة، تواكب التطورات، فمع ظهور هذه البوادر التي تبشر بالخير أقدم هؤلاء جميعا على مثل هذه الانتخابات لأن الخارطة السياسية تغيّرت ولم تصبح حكرا على حزب دون آخر، ولا على مواطن على حساب آخر، العامل الوحيد في هذا هو النضال الحزبي والكفاءات، ولعلها خطوة إيجابية تحتاج إلى وقت لتنضج على جميع المستويات، فالناخب أيضا أصبح شريكا فعليا من خلال هذه التغييرات بعدما فقد الأمل في مرات سابقة وكان عزوفه مبررا لأنه كان يعتقد وفي حالات عن يقين أن النتائج محسومة ولكن الانتخابات الماضية جسّدت الكثير من التغييرات التي يصبو إليها المواطن والناخب وهذا ما جعل الكثير يدخل غمار هذه التجربة سواء كانوا شبابا أو مثقفين.

- ما هي الأسباب التي دفعت بكم إلى الترشّح إلى  انتخابات المجالس الشعبية والولائية؟
 الأسباب كثيرة ولكن من بين أهمها هو التغييرات السياسة وقانون الانتخابات الجديد لأنه منحنا الفرصة بعدما كنا نفتقدها سابقا، وأصبحنا نملك أملا بالظفر بهذا المنصب، لأن الأمر الآن أصبح يعتمد على الكفاءة بخلاف المرات السابقة، إضافة لهذا أننا نريد إيصال صوت المواطن المقهور للسلطات للاهتمام بمشاكله وظروفه وأن نساهم في تنمية المنطقة التي سوف نمثلها. هناك مشاريع عدة بقيت حبيسة الأدراج ومشاريع تحتاجها المنطقة لم يتمّ التطرّق إليها، نحن بحاجة إلى مستشفى يلم جراح المتعبين، بحاجة إلى مركز جامعي يجنب أبناؤنا وبناتنا عناء قطع مسافات كبيرة من أجل محاربة وحش الجهل، بحاجة إلى مراكز ترفيه، بحاجة لأن نفكر في هؤلاء الشباب الذين أكلت الجدران ظهورهم، نسعى إذا وُفقنا أن نكون صوتا يصدح بالحق من أجل هؤلاء جميعا.

- هل تكمن حظوظ المثقف للفوز في الترشّح  تحت لواء حزب سياسي ما؟
 أصبح ضروريا جدا الانتماء السياسي لحزب ما، يجعلك تتكون سياسيا وتستطيع من خلال هذه التجربة التعامل مع الإشكاليات التي تواجهك وتواجه المجتمع، تجعلك تفكر برزانة تجعلك تشعر أنك في خدمة هذا المواطن وبالتالي هذا الوطن، لأن الممارسة السياسية الحقيقة هي التي تشعرك أنك بحاجة لهذا المواطن بعد فترة زمنية، وبالتالي فأنت في خدمته لإرضاء نفسك أولا ولإرضائه ثانيا.

- ما هي القيمة المضافة التي قد يأتي بها تواجد المثقف في السياسية؟
 السياسة مجالها واسع وهي بحاجة إلى الجميع بمختلف مشاربهم فهي بحاجة إلى الطبيب والأستاذ والعامل البسيط لأن العمل السياسي عمل جامع ويحتاج الجميع واختلاف المشارب هو الذي يجعل الممارسة السياسية في نهجها الصحيح. أما عن الدور الذي يمارسه المثقف في الجانب السياسي أكيد أن للمثقف أفكار
وتوجهات معينة ممكن طرحها في هذا المجال للاستفادة منها، ولذا قلت أن السياسة عمل متكامل يحتاج إلى الجميع، لأن تلاقح هذه الأفكار هو الذي يولد البرنامج السياسي لأي حزب كان، والمتابع للحركية السياسية في الجزائر يشهد بأن بعض الأحزاب السياسية التي غيّبت المثقف والثقافة عن برامجها هي الآن في خبر كان ولا نجد لها حضورا إلا في بعض الانتخابات وسرعان ما تتلاشى وتضمحل.