طباعة هذه الصفحة

الشبكة البرامجية الرمضانية بين التألق و الإخفاق

«جارتي» و»أسرار الماضي» يصنعان الفرجة، والكـاميرا الخفيـة الحاضـر الغائـب

هدى بوعطيح

سلامي، شوشان، واتريباش نجوم الشاشة

يصنع عدد من البرامج الجزائرية المسطرة للشهر الفضيل، من قبل التلفزيون الجزائري الفرجة، من خلال بثّ عدد من المسلسلات الدرامية والسلاسل الفكاهية المتنوعة، هذه الأخيرة التي استطاعت أن تعيد المشاهد ولو لسويعات للقنوات الوطنية، بحثا عن الترفيه والفكاهة والعمل الجاد..
تمكّن نخبة من نجوم الفن والكوميديا الجزائرية، من حفظ وجه ماء التلفزيون الجزائري، وصناعة البسمة على وجوه الجزائريين، من خلال أعمالهم الفنية، التي استطاعت أن تحقق الفرجة، وتجعل المشاهد الجزائري يغير وجهته بعد الإفطار نحو القناة الأرضية أو الفضائية الثالثة على وجه الخصوص، بحثا عن إنتاج وطني متميز..
«جارتي» كوميديا بامتياز
ومن بين هاته الأعمال التي يمكن القول أنها تحقق نسبة مشاهدة عالية، السلسلة الفكاهية «جارتي»، التي تألق فيها أبطالها الأربعة، على رأسهم الفنانة القديرة فطيمة حليلو، إلى جانب كل من مليكة بلباي، مينة لشطر، والذين يديرون على مدار 08 دقائق وفي 30 حلقة أحداث السلسلة الفكاهية الناجحة، لا سيما الفنانة فاطمة حليلو، التي عودت جمهورها على أروع السلاسل الكوميدية، لتطل عليه خلال رمضان بسيتكوم للمخرج يحي مزاحم، والذي جعل من شرفات المنازل ملتقى لأربع جارات هن فضيلة، سليمة، ريم وخالتي الضاوية، واللواتي يقدمن بروح مرحة وبأسلوب ساخر مشاكل المجتمع، ويتدخلن في كل صغيرة وكبيرة في حياة قاطني العمارة، حيث يجدن حلولا لكل مشكل.  
«بشير سلامي يتألق»
وتألق المخرج بشير سلامي في تقديم الجزء الثاني من المسلسل الدرامي «أسرار الماضي»، والذي يصنع بدوره الفرجة، ويُسهم في التفاف المشاهد الجزائري حول القناة الوطنية الثالثة، التي تبث هذا العمل الفني المتميز.
وبعد النجاح الذي حققه الجزء الأول من المسلسل، يواصل المخرج تألقه في الجزء الثاني، حيث يقف المتفرجون على مسلسل ذو حبكة درامية، وأحداث متسلسلة، أبدع في تقديمها نخبة من نجوم الدراما الجزائرية، من بينهم رانيا سيروتي، بهية راشدي مصطفى لعريبي، نور الدين بوسو ورضا لغواطي.. حيث تدور أحداث المسلسل حول حكاية «غنية» التي تعيش خلافات مع أمها وشقيقها الذي يقتل حبيبها وهي تحمل ثمرة علاقتهما، وتخفيه عن الجميع لتضطر بعدها الزواج من رجل آخر ينجب بدوره توأمين من الخادمة، وتعمل غنية على استبدال أحد أبنائه بابنة أخرى من قبل ممرضة، هذه الأخيرة تعود إلى الظهور في الجزء الثاني وتهدد «غنية» بكشف الحقيقة.
«أحلام مؤجلة» في الواجهة
من جهة أخرى يحقق المسلسل الدرامي «أحلام مؤجلة» لعمر شوشان نسبة مشاهدة عالية، من خلال الأحداث التي يصورها، والتي تكاد تقترب من الواقع المعاش، حيث يقدم المخرج أحداثا وقعت بعد زلزال 1980، فيفقد طفل عائلته لتجده عائلة أخرى وتربيه وسط جو عائلي حميم، ويعيش حياة هادئة إلى أن يتعرف على فتاة تغير له مجرى حياته، وهو المسلسل الذي تشارك فيه أيضا الفنانة بهية راشدي، إلى جانب الفنان القدير أحمد بن عيسى وسمارة صحراوي.
مشاهدون يبحثون عن «ريحة زمان»
وبدوره نور الدين جلطي تمكن من جعل المشاهد الجزائري يفضل القناة الثالثة، على الفضائيات العربية، للاستمتاع بالحصة التلفزيونية «ريحة زمان»، وذلك رغبة منهم في العودة إلى العصر الذهبي، والوقوف ثانية على أعمال الجيل الذي صنع مجد السينما والمسرح الجزائريين.. حيث تعود بالمشاهد الجزائري إلى ذكريات الزمن الجميل، وتستذكر عطاءات كبار الفنانين الجزائريين، لا سيما الذين غيبهم الموت، تاركين الساحة الفنية تزخر بأعمال خالدة.
فـ»ريحة زمان» برنامج يعيد بث أهم الأعمال الفكاهية التي حققت نجاحا في وقت سابق، لفنانين ومطربين تألقوا في عهدهم، وما يزالون يصنعون الفرجة والضحكة بالرغم من رحيلهم عن الساحة الفنية، أمثال بوبقرة المفتش الطاهر، رويشد، وردية.. فضلا عن أسماء لامعة في مجال الطرب الأصيل.
الكاميرا الخفية الحاضر الغائب
وبالرغم من أن التلفزيون الجزائري تمكن من أن يصنع الفرجة من خلال عدد من الأعمال التلفزيونية الدرامية والكوميدية والتي سبق ذكرها، وأخرى لم يتسنى الحديث عنها، إلا أن هناك بعض الأعمال التي لا محل لها من الإعراب ضمن البرامج التلفزيونية الرمضانية، يقال عنها بأنها كوميدية، إلا أنها في الحقيقة تكاد لا تصنع ولو بسمة خفيفة على وجوه المتفرجين، نذكر منها على سبيل المثال الكاميرا الخفية لهذه السنة، والتي أعلنت عن فشلها بامتياز منذ حلقاتها الأولى، ولم تحقق المرجو منها، مقارنة بالكاميرات الخفية التي تبث على القنوات العربية، والحمد لله أن هناك بعض المخرجين وكتاب السيناريو تمكنوا من إنقاذ التلفزيون الجزائري بأعمالهم الفنية..