أكّد رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بوهران البروفيسور صالح للو، أنّ التحضير لموجة رابعة أمر ضروري لتفادي تكرار الأخطاء المرتكبة في الموجة الأخيرة، داعيا إلى العودة لتكثيف الحملات التحسيسية بأهمية التلقيح كونها السبيل الوحيد لكسر سلسلة العدوى، وتجنب مخاطر الفيروسات المتحورة.
قال رئيس مصلحة الأمراض الصدرية في تصريح لـ “الشعب”، إنّ الجزائر معرّضة لموجة رابعة من فيروس كورونا، حسب بعض المؤشّرات، باعتبار أنّها ليست في عزلة عن بلدان العالم، مشيرا إلى أنّ تسجيل استقرار في الحالة الوبائية لا يعني زوال الخطر نهائيا بما أنّ الفيروس ما يزال موجودا.
وحذّر من سرعة انتشار الفيروس المتحوّر، وعدم الاستعداد لمواجهة مخاطر موجة جديدة لتفادي تكرار سيناريو الموجات السابقة المرتكبة، خاصة ما تعلق بمشكلة نقص التزويد بمادة الأوكسجين، وقلة عدد الأسرّة في المستشفيات والضغط الكبير بسبب ارتفاع عدد المرضى، الذين يأتون إلى المستشفى في حالة صعبة، ولم يتمكّنوا من إيجاد أماكن شاغرة للتكفل بهم.
في ذات السياق، أكّد أنّ السّلطات العمومية قامت ببذل جهود كبيرة لتوفير هذه المادة من خلال وضع محطات لإنتاج الأوكسجين في المستشفيات ومكثفات الأوكسجين، ولكن المشكل يكمن في نقل المادة ووصولها إلى المرضى، الذين يعانون من اختناق في التنفس، ويحتاجون بصفة استعجالية إلى الأوكسجين حتى في حال تمّ إنتاج 100 ألف لتر، ولا تصل إلا 10 لترات للمرضى هذا يعد غير كاف للتكفل بجميع الحالات.
وفيما يخص حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، يرى رئيس مصلحة الأمراض الصدرية، أنها عرفت في الفترة الأخيرة تراجعا كبيرا وتراخيا في الإقبال على أخذ اللقاحات بعد تسجيل استقرار في الحالة الوبائية، كون الكثيرون يجهلون بأنّ خطر انتشار الفيروس مجددا يبقى قائما بما أنّه موجود داخل الوطن، ويتميز بسرعة الانتقال بين الأشخاص.
وحسب البروفيسور، فإنّ أسلوب التخويف من التحسيس الوضع الوبائي يمكن أن يأتي بنتائج ايجابية، ويضع حدا لاستهتار المواطنين ورفض التلقيح والالتزام بالإجراءات الوقائية، مذكّرا بأنّ ما تسبّبت فيه الموجة الثالثة من إصابات خطيرة ووفيات، جعلت المواطنين يتخوفون من الإصابة بالفيروس، ويقبلون بكثرة على اللقاح لحماية أنفسهم من المضاعفات الخطيرة.
وأضاف أنّه مع إجبارية تلقيح بعض الفئات من بينهم الأسلاك الطبية، كونهم في احتكاك دائم مع المرضى وهم معرضين للإصابة ولنقل العدوى أيضا، وكذا المعلمين والأساتذة لتجنب انتشار الفيروس في المؤسسات التربوية والتعليمية مع أهمية فرض بطاقة التلقيح لدخول بعض الفضاءات العمومية. ويرى أنّه من الصعب إجبار الجميع على أخذ اللقاح، وبالتالي من المهم حث أكبر عدد ممكن على التلقيح باعتباره الحل الوحيد لكسر سلسلة انتشار العدوى، وتجنب المضاعفات والتقليل من الوفيات بسبب الإصابة بالفيروس، وكذا من أجل تسريع العودة الى الحياة العادية دون مخاطر، مشيرا الى أهمية التفكير في تلفيح الفئة أقل من 18 سنة باعتبارهم خزانا للفيروس وناقلين للعدوى بالدرجة الأولى، منبّها بأنّ النساء الحوامل يمكنهم أخذ اللقاح بدون الخوف من الإصابة بأعراض خطيرة.
وفيما يخص إقرار الجرعة الثالثة من اللقاح، قال إنّها مهمة لتعزيز المناعة وتقويتها ضد الفيروسات المتحورة لأطول مدة ممكنة لأن المناعة التي توفّرها اللقاحات قد لا تستمر أكثر من 6 أشهر، مشيرا إلى أن تنويع اللقاح لا يشكّل خطرا على الملقحين، معتبرا الإشاعات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الآثار الجانبية التي يمكن أن يتعرض لها الملقّحين سببا في رفض الكثير من المواطنين أخذ اللقاح، والكثيرون ممّن امتنعوا عن القيام بالجرعة الثانية من اللقاح بعد الشعور بالاطمئنان بالحالة المستقرة.
ودعا إلى العودة إلى تكثيف الحملات التحسيسية لحث أكبر عدد من المواطنين على التوجه لمراكز التلقيح لحماية أنفسهم من مخاطر الفيروس المتحور، ومن أجل تجنب مخاطر موجات جديدة، مضيفا أنّه لا يجب توقيف الأنشطة التوعوية، ومساهمة الجميع في تسريع وثيرة التلقيح للوصول إلى الهدف المنشود، والمتمثل في بلوغ المناعة الجماعية.