شكل إعلان المفوضية العليا للانتخابات الليبية عن باب الترشح بداية مرحلة جديدة في مسار إنهاء الأزمة السياسية، وانطلق السباق الانتخابي ببدء توزيع بطاقات الناخبين و افتتاح منظومة تسجيل المترشحين للانتخابات البرلمانية، أو لأول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ بداية الأزمة.
وقعت أحزاب سياسية ميثاق شرف يمنع الحروب والصراعات السياسية تجنبًا للفوضى السياسية.
بدأ المرشحون للانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية، أمس، تسجيل أسمائهم لخوض المنافسة، ولمدة أسبوعين، في أول تصويت «رئاسي» بتاريخ البلاد، يأمل الجميع من ورائه إنهاء حالة الفوضى والانقسام.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات، لائحة طويلة من المرشحين، خاصة انتخابات الرئاسة المقررة يوم 24 ديسمبر المقبل، التي تسيل لعاب الكثيرين، بسبب الصلاحيات الكبيرة التي يمنحها القانون الليبي للرئيس المنتخب.
لكن حتى الآن، أعلنت عدة شخصيات سياسية ترشحها للتنافس على كرسي الرئاسة، على غرار مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم الدباشي ورئيس تكتل إحياء ليبيا والسفير السابق في الإمارات عارف النايض، وكذلك عضو البرلمان عبد السلام نصية ورئيس حزب التجديد سليمان البيوضي، إلى جانب فنان كوميدي، وآخرون غير معروفين لدى الرأي العام، بينما لم يجلب المنصب حتى الآن اهتمام المرأة.
وستتزامن الانتخابات الرئاسية مع ذكرى الاحتفال باستقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951، وفق ما أعلنت عنه المفوضية العليا للانتخابات. وكان رئيس المفوضية المستقلة عماد السايح، أعلن في مؤتمر صحفي عن انطلاق العمليتين الانتخابيتين وفتح باب الترشح، وقال إن المفوضية تسلمت من مجلس النواب كل التعديلات الفنية الخاصة بقانوني الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقرر لها في 24 ديسمبر المقبل، «وهي تعديلات تمكن المفوضية من تنفيذ العمليتين الانتخابيتين دون طعن في إجراءات تنفيذها».
وبدأت مكاتب المفوضية في كامل أرجاء ليبيا، أمس، في تسليم بطاقات الناخبين لأصحابها واستقبال ملفات المترشحين للاستحقاقين الرئاسي والتشريعي، وأوضح السايح أن قبول طلبات الترشح لانتخاب رئيس الدولة سيستمر إلى غاية 22 نوفمبر، بينما يستمر استقبال ملفات الترشح لانتخاب أعضاء مجلس النواب إلى 7 ديسمبرالداخل.
وسيقتصر قبول الترشح للرئاسيات، بحسب السايح، على فروع المفوضية بطرابلس وبنغازي وسبها، وذلك لحساسية الموقف إزاءها، في حين سيتم قبول طلبات الترشح للانتخابات البرلمانية في كافة فروع مكاتب الإدارات الانتخابية التابعة للمفوضية.
وشدّد على التزام المفوضية بإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، والذي سيكون موعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بينما ستجرى الجولة الثانية بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب التي توقع السايح إجراءها بعد 52 يوما من انتهاء الجولة الأولى.
كما سيتم البدء في تنفيذ عملية توزيع البطاقات الخاصة بالناخبين، وهي عملية تعد الأولى من نوعها في البلاد ولا تقل أهمية عن قبول طلبات الترشح، وفق رئيس المفوضية، الذي أكد أن هذه العملية ستستمر حتى 28 نوفمبر وسيتم توزيع أكثر من 2.8 مليون بطاقة عبر 1906 مراكز انتخاب منتشرة في كامل أرجاء البلاد.
وكشفت عدة شخصيات ليبية أخرى نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية ومنها وزير داخلية حكومة الوفاق السابق، فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي السابق أحمد معيتيق، بالإضافة إلى إعلان إبراهيم الدباشي سفير ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ترشحه لرئاسة ليبيا في الانتخابات القادمة.
ق. د.