غلام الله: أنصار الفرنسية “متمسكون” بتلقينها
خصّص المجلس الأعلى للغة العربية، أرضية رقمية، تقع تحت تصرف الهيئات الرسمية والوزارات بغية استعمالها، في تحديد المصطلحات وتصحيح الأخطاء التقنية خاصة، في إطار السعي لتعميم استعمال اللغة العربية في الإدارات والمؤسسات العمومية والوزارات وإنهاء التعامل باللغة الفرنسية في جميع المراسلات، بعد أن أعلنت مؤخرا ثلاثة قطاعات وزارية تعميم استعمال لغة الضاد، في انتظار لحاق باقي الوزارات والإدارة بصفة عامة، في إطار إنهاء التعامل باللغة الفرنسية.
نزل المجلس الأعلى للغة العربية بقيادة رئيسه صالح بلعيد، لأول مرة في تاريخه ومنذ نشأته إلى قبة البرلمان، حيث نظم يوما دراسيا تحت عنوان “مسار ومنجزات وآفاق” المجلس الأعلى للغة العربية. وكشفت رئاسة المجلس عن تخصيص أرضية معرفية، تقع تحت تصرف كل الوزارات التي قررت تفعيل المادة الثالثة من الدستور، وتعميم استعمال اللغة العربية داخل دوائرها، خاصة تلك التي تعاني ضعفا في استعمال هذه اللغة.
وأكد بلعيد خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أن المجلس الأعلى للغة العربية، يعمل مع مختلف الشركاء والوزارات التي قررت تعميم استعمال اللغة العربية، كوزارات التجارة، الصناعة، الصيد البحري، التكوين والتعليم المهنيين، البريد، بالإضافة إلى المصالح الأمنية وفي مقدمتها الدرك الوطني والشرطة، مضيفا أن هيئته على استعداد تام للعمل مع مختلف الجهات الإدارية الساعية إلى تعميم العربية، وعدم تجاهل أي جهة طلبت يد العون منهم.
ونوه رئيس أول هيئة تعنى باللغة العربية في البلاد، إلى اعتماد مدونات تدخل في إطار استعمال لغة الضاد “المتوسطة”، التي تتمتع بـ0 خطأ، بالإضافة للاحتكام إلى منصات وأرضيات معرفية ورقمية، قصد إنهاء الأخطاء في الإدارة، مشيرا إلى أن نسبة الإنتاج بلغت 90٪، كاشفا عن وجود 12 ألف مخطوط في متناول الجميع، تمت رقمنة 2500 منه، في انتظار تعميم الأمر على باقي المخطوطات، في وقت تم وضع معجم يتعلق بالمحادثة الطبية مكون من 500 صفحة، فيما تم إنجاز تطبيق خوارزميات بـ0 خطأ، وذلك في إطار تسهيل استعمال العربية داخل الهيئات التابعة لوزارة الصحة.
وذكر بلعيد، أن هيئته ستكون حاضرة قريبا في فعالية بالمجلس الاجتماعي والاقتصادي “كناس”، كاشفا عن إشراف المجلس تحت الرعاية السامة لرئيس الجمهورية، على إحياء شهر اللغة العربية في الفاتح من ديسمبر المقبل تحت عنوان “التطوع اللغوي”. مشددا على أن المجلس منفتح على اللغة الأمازيغىة، حيث هناك 8 أعمال في هذا الإطار وبمختلف اللهجات الأمازيغية، مشيرا أن هذا التعاون يندرج في إطار التعايش اللغوي.
كما شدد بلعيد على ضرورة تحبيب اللغة العربية لتسهيل استعمالها، خاصة على مستوى الدوائر الرسمية، مشيرا إلى أنها لغة كل الجزائريين، كما أنها لغة الدين الإسلامي الذي يجمعهم، لكن ذلك لا يعني، بحسبه، الانغلاق اللغوي، بل شدد على الانفتاح من أجل الوصول لإشباع لغوي مبرمج.
من جهة أخرى، امتعض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، خلال كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة، من استمرار تواجد أنصار اللغة الفرنسية في الجزائر، الذين لا يزالون يصرون على تعليم أبنائهم هذه اللغة، بل ويدفعون أموالا في المدارس الخاصة مقابل تعلمها وإتقانها على حساب اللغة العربية، فيما يوجد في المقابل مدارس خاصة تعلم الأطفال التعصب في لباسهم وكلامهم، وهو ما يعطي انطباعا عن محاولات لصناعة “ناشئة” إحداها مفرنسة وأخرى متعصبة وهو ما سيحدث صراعا بين الأجيال في المستقبل.