أكّد الباحث في المناعة في المركز الوطني البحث في البيوتكنولوجيا لقسنطينة الدكتور طه خالدي، أهمية أخذ الجرعة الثالثة لتعزيز المناعة المكتسبة وتحصين الجسم ضد الوباء، خاصة في الوضع الراهن المتزامن مع تزايد عدد الإصابات وبداية الموجة الرابعة، حيث أوضح أنّ الجرعة الثالثة تمدّد من عمر الإصابة، وتحمي من الخطورة بنسبة 70 بالمائة.
قال الدكتور خالدي في تصريح لـ «الشعب «، إنّ السّلطات اتّخذت كل الخطوات على صعيد التعامل مع الفيروس في كل مرحلة من مراحله لأجل التغلب على الجائحة، والتصدي لها حفاظا على صحة وسلامة الجميع، والآن حان الوقت لتعزيز المناعة الجماعية بالجرعة الثالثة، باعتبار أنّ الجرعتين الأوليين تتعلقان بالمتحوّرات القديمة، وعمليات صنع اللقاحات مرت عليها سنة ونصف وحسب المتحوّرات المنتشرة في تلك الفترة، ومع ظهور المتحور «دلتا» تمّ التفكير في جرعة ثالثة مناسبة للسلالات الجديدة.
وأفاد بهذا الخصوص، أنّ الحديث عن جرعة ثالثة يتعلق بالسلالات الحالية المنتشرة، وهذا ما أشار إليه وزير الصحة في تصريحاته الأخيرة ، إذ دعا المواطنين الراغبين في تعزيز المناعة والملقّحين منذ ستة أشهر إلى الإقبال على مراكز التلقيح، حيث تضمن هذه الأخيرة عدم الإصابة من الفيروس، وفي حال الإصابة تكون الأعراض خفيفة وهو الهدف من اللقاح، هذا بالإضافة إلى تخفيف الضغط عن المستشفيات والإنعاش في حال موجة رابعة.
وأضاف المتحدث، أنّ الجرعة المعزّزة من لقاح كوفيد-19 هي وسيلة للحفاظ على الفئات الهشة وإبقائها على درجة حماية أكثر، خاصة على ضوء ارتفاع الإصابات وتباطؤ التطعيم الذي لم يتجاوز 15 بالمائة، مشيرا إلى أنّ بلادنا أمام موجة رابعة مقابل عزوف عن أخذ اللقاح، الأمر الذي يساهم في تدهور الوضع الوبائي، حيث أن أوروبا وعلى الرغم من خضوع 66 بالمائة من مواطنيها للتلقيح، إلا أنهم سجلوا 37 ألف حالة إصابة يومية، ما يبرز الحاجة لأخذ الجرعة المعزّزة.
وأكّدت العديد من الدراسات - يقول الطبيب - أنّ الجرعة الثالثة تحافظ على سلامة الأشخاص المعرّضين للخطر، ولا يتم أخذها إلا من أخذ الجرعتين وبعد مرور ستة أشهر، مشيرا إلى أن هذه الفترة مناسبة لأخذ اللقاح، لأن الإصابات مستقرة، ويمكن استغلال الفترة في دعم العملية أكثر لكسر خطورة الموجة الرابعة، خاصة وأنّ الفيروس متواجد بيننا، وفي حالة تطوير نفسه فإنه يضرب بقوة.
وأوضح بهذا الخصوص، أنه بالإمكان أخذ الجرعة الثالثة من لقاحات مختلفة، ما يعني عدم ضرورة تلقي جرعة ثالثة من اللقاح نفسه، خاصة وأن الدراسات العلمية أكّدت أن تلقي جرعة ثالثة من لقاح مختلف عن الجرعتين السابقتين يمنح مناعة أقوى مقارنة بتلقي جرعة ثالثة من اللقاح نفسه، داعيا المواطنين الراغبين في تحصين أفضل التوجه إلى مراكز التلقيح للوصول إلى المناعة الجماعية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور طه خالدي إن مسؤولية الحماية مشتركة بين المواطن والوزارة، لأنّ الحل الوحيد للحد من خطورة الموجة الرابعة اللقاح، والسّلطات وفّرت كمية معتبرة تجاوزت 13 مليون جرعة، والمواطن أمام حتمية الإقبال على التطعيم من أجل توفير الحماية والتمكين من تعزيزها لدى الأشخاص الذين أخذوا الجرعتين.
وبخصوص التحضير للموجة الرابعة التي هي على الأبواب، قال طه خالدي يجب استغلال هذه الفترة في تحضير المستشفيات وتزويدها بالأوكسجين والأدوية الكافية للتكفل بالمرضى، وعدم تكرار سيناريو الموجة الثالثة الذي كان كارثيا بكل المقاييس، خاصة وأنّ السلطات أكّدت أنّ الموجة الثالثة كانت مفاجئة لها، لكن الآن جميع المعطيات متوفرة وتمّ التنبؤ بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما يستدعي التحضر الجيد لها.
وختم الدكتور خالدي إلى ضرورة الإقبال على التلقيح، لأنّ العملية تشهد تأخّرا كبيرا مقارنة بأوروبا والدول المجاورة، وهذا يعجّل من قدوم الموجة وقد يطيل في عمرها، خاصة وأنّ أمد الموجة والذروة مرتبط بمدى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية والإقبال على التلقيح، وكذا توفير وسائل التكفل الاستشفائي.