طباعة هذه الصفحة

في كتاب لمؤلفه منصف جنادي:

«أوراس النمامشة.. شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد»

باتنة: حمزة لموشي

تدعّمت المكتبة التاريخية بالجزائر بمؤلف هام وثق لمرحلة اندلاع الثورة المجيدة، حيث تم مؤخرا، تقديم الكتاب الموسوم «أوراس النمامشة، شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد» لمؤلفه منصف جنادي والذي قدّمه للبيع بالتوقيع وذلك بحضور ممثلي الأسرة الثورية وعدد من المؤرخين والمثقفين المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية بعاصمة الأوراس باتنة.
تعهّد الأستاذ منصف جنادي صاحب الكتاب المطبوع في 336 صفحة باللغة الفرنسية عن مؤسسة دار الشهاب للنشر والتوزيع بترجمة قريبة للغة العربية ليتمكّن الباحثون وطلبة الجامعات من الإستفادة منه كونه يوثق لمرحلة حاسمة في تاريخ الثورة بالولاية التاريخية الأولى أوراس النمامشة التي فجّرت الثورة وأطاحت بأكبر قوة استدمارية شهدها العالم في تلك الفترة بفضل حنكة وإرادة وايمان المجاهدين بعدالة قضيتهم بقيادة البطل الرمز مصطفى بن بوالعيد أب الثورة التحريرية وأسد الأوراس.
وأشار جنادي خلال عرض الكتاب للجمهور بمدينة باتنة إلى أن العمل على هذا المؤلف التاريخي استغرق عدة سنوات قضاها في البحث والتحري عن مراحل مهمة في تاريخ الثورة بمنطقة الأوراس وترجع بداية التفكير في تأليفه إلى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان يشتغل بولاية باتنة إطارا بالجماعات المحلية ولقائه بالعديد من المجاهدين على غرار الحاج لخضر وعمار بلعقون ومصطفى مراردة ومحمود الواعي ومسعود عبيد وأحمد قادة الذين التحقوا جميعا بالرفيق الاعلى في السنوات الأخيرة وتبادله معهم اطراف الحديث عن الثورة ومحطاتها ليقرّر بعد تعيينه رئيسا لدائرة بتكوت الغوص اكثر في ماضي الثورة ونضالات رجالاتها على غرار بن بوالعيد، خاصة وأن غالبية من عاصره كانوا على قيد الحياة ليقرّر جمع شهادات عدة منهم وثقها في هذا المؤلف.
وتوقف الأستاذ جنادي مطولا في مؤلفه عن شهادات المجاهد المتوفي مصطفى بوستة كونه شغل منصب أمين سر الشهيد مصطفى بن بولعيد ورفيقه في السلاح قبل وفاته حسب شهادات كل المجاهدين بالمنطقة والذين وصفوه بالعلبة السوداء بالأوراس كونه كان قريبا جدا من قادتها خاصة الشهيدين بن بوالعيد وعباس لغرور وكذا المجاهد المتوفي عاجل عجول ما أثرى الكتاب بشهادات قيمة.
وأشار جناديو إلى أنه تطرّق أيضا إلى الحركة الوطنية ثم المنظمة الخاصة وتحضيرات اندلاع الثورة التي افرد لها حيزا خاصة لما لها من علامة فارقة في اندلاع أعظم ثورة عرفها العصر الحديث، حسب شهادات وحقائق مثيرة حول البطل بن بوالعيد والذي كان أيضا محورا هاما من الكتاب بداية بتحركاته لتحضير الثورة مرورا باعتقاله وانتهاء باستشهاده.
والجدير بالذكر، أن الكاتب جنادي منصف من مواليد سنة 1952 بقسنطينة، شغل عدة مناصب بقطاع الداخلية أهمها رئيسا لدائرة تكوت بالأوراس، ما ساعده على تأليف هذا الكتاب من خلال جمع شهادات رفقاء مصطفى بن بوالعيد وصناع الثورة بالمنطقة ومفجروها.