طباعة هذه الصفحة

أحد أبرز انشغالات المربّين بورڤلة

إستراتيجية بيئية للحفاظ على ثروة الإبل

ورڤلة: إيمان كافي

 يعاني مربّو الإبل بمنطقة ورڤلة العديد من المشاكل، بسبب بعض التغيرات التي طرأت على البيئة، وأثّرت كثيرا على نظام تربية الجمال، وخلفت العديد من مظاهرها نفوقا في عدد من رؤوس الجمال، وحاول الناشطون في مجال تربية الإبل على مدار سنوات عدة، نقل انشغالاتهم في هذا الشأن، لكنها لم تجد طريقها للحل كما ذكر في حديث لـ «الشعب» رئيس الجمعية الصحراوية لتربية الإبل منصور بن منصور.
من بين ما يطرحه مربّو الإبل، سقوط بعض رؤوس الإبل في الأحواض البترولية، التي تستدعي ردمها مباشرة بعد انتهاء الأشغال فيها، لتفادي هذه الحوادث التي تؤدي إلى نفوقها، وأشاروا بهذا الصدد إلى أنهم نظموا في وقت سابق عدة اجتماعات بهذا الخصوص، وتم الاتفاق على أن يتم ردم هذه الأحواض بعد انتهاء الأشغال فيها.
كما يشكّل من جهة أخرى، تواجد بعض النفايات غير المعالجة، ضررا كبيرا على البيئة الصحراوية وعلى ثروة الإبل تحديدا، حيث أنّ تواجدها بالقرب من مناطق رعي الإبل، جعل منها ملجأ لبعض الجمال التي قد تأكل من هذه المخلفات وتتضرر بشكل كبير، الى جانب بعض المشاكل الأخرى التي تتسبب فيها الأشغال التي تمس بعض المناطق التي تمر بها مسارات الإبل، حيث أن أشغال الطرق المنجزة وبعضها التي تبقى غير منجزة، تخلف حفرا تسقط فيها الجمال.
وعلى هذا الأساس، ناشد مربو الإبل الجهات المعنية بأن تراعي كل الجوانب المطروحة، من أجل تعزيز سبل الحفاظ على الثروة البيئية والحيوانية، واقترحوا ضرورة توفير ممثل خاص بالبيئة لمتابعة مدى التزام المؤسسات الناشطة بالقرب من المناطق الرعوية بالشروط البيئية.
واعتبروا أنّ هذه الظواهر، أثّرت كثيرا على صحة الإبل وأضحت تشكّل خطورة على هذه الثروة التي تسجل نسبة من عوامل نفوقها وإصابتها بأمراض جديدة، لم تكن تصاب بها من قبل وقد تؤدي في غالب الأحيان إلى نفوقها، حسب ملاحظات المربين، ومن بين أعراضها انتفاخ في الأرجل وفي الرقبة وفي الرأس.
بالإضافة إلى ما خلفته من تأثير سلبي مس سلوك ونظام تربية الإبل أيضا، وأدى إلى اختلال في توازنه، حيث أن الإبل مثلا، أصبحت تقف في أي مكان تجد فيه الماء حتى وإن كان الماء غير صالح للشرب، بعد أن كانت في وقت سابق لا تتوقف، إلا في الآبار الرعوية التي تتوفر على المياه المخصصة للإبل.
وفي هذا السياق، رفع من جهتهم مربو الإبل كما أكد منصور بن منصور، عدة مطالب لإيجاد الحلول الممكنة لإنهاء هذه المشاكل بالتعاون والتنسيق مع كل الأطراف المعنية، كما دعوا إلى ضرورة استحداث إستراتيجية بيئية للحفاظ على ثروة الإبل في المناطق الصحراوية، وهذا بمشاركة اقتراحاتهم في هذا الشأن.
تسويق منتجات الإبل
 بالرغم من تأكيد المربّين على المساهمة الكبيرة للدولة في دعم نشاطهم بأشكال متعددة على غرار تدعيم الآبار الرعوية بالطاقة الشمسية، إلا أنهم يأملون في مرافقتها باستحداث خطة اقتصادية مجدية لتسهيل وتدعيم طرق تسويق منتجات هذه الثروة الحيوانية المتمثلة في لحوم الإبل وحليب الناقة ووبر الجمال.
وأشار رئيس الجمعية الصحراوية لتربية الإبل، إلى أن تسويق حليب الناقة، يواجه بعض الصعوبات في نقله من المناطق الرعوية إلى المدينة، لذلك لابد من الاستفادة من خبرات في هذا المجال، خاصة وأن طبيعة المناطق الصحراوية معروفة ببعد مسافاتها.
أما عن تسويق لحوم الإبل، فمازال الأمر مرتبطا بالطلب عليه، والذي يبقى محدودا لدى عدد من الجزارين فقط حسبه، مشيرا إلى أن إنعاش حركية تسويقه تستوجب إدراج طهي لحم الإبل في تكوين الطباخين في اختصاص الفندقة، من أجل تشجيع تسويق لحوم الإبل الجزائرية والاستفادة من هذه الثروة ورفع معدل الطلب عليها وتوسيع مجال تسويقها والتعريف بها.
وعن وبر الإبل، قال بن منصور أن المطلوب هو وبر صغار الإبل، الذي يناسب كثيرا في الصناعة النسيجية لصنع «القشابية» وبعض الصناعات النسيجية الأخرى، وهو في الغالب يتواجد لدى الجزارين، الذين يتوفر لديهم وبر الجمال بعد الذبح، لأن مربي الإبل عادة يتفادون جز وبر صغار الجمال، كونه يساهم في التقليل من حجمها ويؤثر على سعرها.
وعن الاقتراحات المقدمة لدعم الاستثمار في هذا المجال، أكد المتحدث أن وجود مستثمرين متخصصين في كل شعبة من هذه الشعب، قد يساهم كثيرا في توفير أرضية لتشجيع الفكر الاستثماري في هذه الثروة وتطوير الرؤية الاقتصادية فيها.