دعا المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الشعب الصحراوي إلى المزيد من اليقظة والتعبئة في هذه المرحلة الهامة من كفاحه التحريري، من أجل إجبار الاحتلال المغربي على التسليم بحقه في الاستقلال والسيادة.
وفي بيان عقب اجتماع للمكتب، برئاسة الرئيس الصحراوي، الأمين العام للجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وجه المكتب نداء إلى «الشعب الصحراوي من أجل المزيد من اليقظة والتعبئة في هذه المرحلة الهامة من كفاحه التحريري، لتصعيد المعركة مع الاحتلال على كافة الأصعدة بدءا بمواجهة دسائس ومؤامرات العدو وحلفائه، من الداخل والخارج، وانتهاء بإجباره على التسليم بحق الشعب الصحراوي في الوجود والاستقلال والسيادة».
قمع وتعسف
أشاد ذات البيان، «بروح المقاومة الجسورة التي يقودها الشعب الصحراوي، وفي مقدمتها عائلة أهل سلطانة خيا، البطلة والأسرى المدنيون في سجون الاحتلال، وذلك على الرغم من حملات القمع والتعسف التي تشنها سلطات وقوات الاحتلال المغربية بكل وحشية وهمجية».
كما أشاد بـ «الروح المعنوية العالية» للشعب الصحراوي في كل مكان و»بوحدة الصف الوطني والإجماع على مواصلة الكفاح والسخاء بالمزيد من التضحيات حتى تحقيق النصر النهائي مجسدا في فرض الاستقلال والسيادة على كامل التراب الوطني».
كما حيا مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي «الذين يواصلون على طول جبهات القتال دك حصون وتخندقات قوات الاحتلال المغربية مكبدين إياها أفدح الخسائر في الأرواح والعتاد والتي تحاول السلطات المغربية التقليل من حجمها وتأثيراتها بالتكتم والنكران».
واستعرض المكتب، خلال الاجتماع، تطورات القضية الصحراوية على الصعيد الإقليمي والدولي، وسجل في هذا الصدد «عزلة نظام الاحتلال المغربي في مقابل ما يحققه الشعب الصحراوي من انتصارات ومكاسب في المجالات السياسية والدبلوماسية والقانونية».
وأكد على الموقف الصارم الذي اتخذته الجبهة الشعبية إثر القرار 2602 الصادر في 29 أكتوبر 2021 عن مجلس الأمن الدولي، حيث قال: إن «أي سعي للبحث عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، يقصي أو يحاول مصادرة حق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، مآله الفشل».
إدعاء لا أساس له من الصحة
شدد على أن «البحث عن تسوية تتجاوز طرفي النزاع، البوليساريو والمغرب، أو الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمملكة المغربية، سوف لن يفضي إلا إلى الانسداد»، مشيرا إلى إن «الجبهة الشعبية سوف لن تكون معنية بأية عملية سياسية لا تنطلق بشكل واضح وصريح من هذه المنطلقات».
وأكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو سيدي محمد عمار، أن ما جاء في الكلمة التي أدلى بها مندوب دولة الاحتلال المغربية أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) في دورتها الحالية هو محض هراء وافتراءات باطلة ومنافية للعقل.
وذكر محمد عمار، بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئاتها الفرعية تواصل معالجة قضية الصحراء الغربية في نطاق الفصل الحادي عشر من ميثاق المنظمة الدولية مع التأكيد المستمر على حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وقال محمد عمار، إن سفير دولة الاحتلال المغربية، لجأ كعادته إلى الادعاء الباطل بأن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية قد استكملت مع «توقيع اتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 1975» وأن استمرار معالجة المسألة كقضية تصفية استعمار «تخالف أحكام قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار الجمعية العامة 1514 «د-15» «.
واعتبر الدبلوماسي الصحراوي ادعاء مندوب دولة الاحتلال بخصوص هذا الموضوع «مجرد هراء ولا أساس له من الصحة لجملة أسباب منها، أن اتفاقية مدريد «إعلان مبادئ مدريد» الموقع بين إسبانيا وموريتانيا والمغرب في 14 نوفمبر 1975 هو إتفاق لاغ وباطل لأنه ينتهك قاعدة ملزمة من قواعد القانون الدولي العام، وهي حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير.
ومن ضمن الاسباب التي عددها ممثل البوليساريو بالأمم المتحدة والتي تضرب في الصميم اداعاءات المندوب المغربي، ما تضمنه الرأي القانوني الصادر عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية في 29 جانفي2002، والذي جاء بناءً على طلب مجلس الأمن، وكان واضحا تماما بشأن هذه المسألة، حيث أكد المستشار القانوني للأمم المتحدة أن «اتفاقية مدريد لم تنقل السيادة على الإقليم، كما أنها لم تمنح أياً من الموقعين مركز الدولة القائمة بالإدارة، وهو وضع لم يكن بوسع إسبانيا وحدها أن تنقله من جانب واحد» الفقرة 6.
وأشار في هذا الصدد إلى إن العديد من وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالات الدولية موجودة في مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ عقود، ولم يدعم يوما أي أحد منها الادعاءات المغربية. وبدل هذه الادعاءات، خاطب سيدي محمد عمار، مندوب دولة الاحتلال المغربية، داعيا، إياه إلى الشعور بالقلق والعار إزاء وضع الأطفال في بلده الذين يتم استغلالهم «للعمل والعمل المنزلي والتسوّل».