طباعة هذه الصفحة

وفد “الفاف” باشر تحضير إقامة “الخضر” بالقاهرة

بلماضـي يعلن عن قائمتـه الأحد المقبل ومرتاح لعودة الكـوادر

محمد فوزي بقاص

بدأ العد التّنازلي لموعد انطلاق تربّص الفريق الوطني لكرة القدم، تحسّبا لخوض مواجهتي جيبوتي وبوركينافاسو ضمن الجولتين الخامسة والسادسة، عن الدور الثاني من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بقطر 2022، حيث تنطلق الأمور الجدية في التحضير، مساء الاثنين، المقبل من العاصمة المصرية القاهرة، مكان تربص “الخضر” قبل إجراء اللقاء الأول بـ “الكيرو ستاديوم”، الذي يملك فيه القائد رياض محرز ورفاقه ذكريات جميلة، حين تمكّنوا يوم 19 جويلية 2019 من الإطاحة بمنتخب السنغال في نهائي “الكان”، والعودة إلى أرض الوطن بذات الأذنين للمرة الثانية في تاريخ المنتخب.


 طار، أمس، وفد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، قصد ضبط كل صغيرة وكبيرة بشأن تربص الفريق الوطني، حيث سيتكفّل المناجير العام أمين لعبدي، ومدير مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى يوسف أوزناني، بحجز فندق قريب من ملعب القاهرة الدولي، وكذا تجهيز كل ما يتعلق بفترة إقامة أبطال إفريقيا بأرض الكنانة، من ملعب لإجراء الحصص التدريبية، وحافلة نقل وفد “الخضر” والأمور اللوجستية.
هذا، وسيلتقي اللاعبون المدعوون للمشاركة في تربص شهر نوفمبر الجاري من الناشطين في مختلف البطولات الأوروبية، وكذا المدافع المحوري لفريق الترجي الرياضي التونسي عبد القادر بدران، صبيحة يوم الثامن نوفمبر أي يوم انطلاق التربص بالعاصمة الفرنسية باريس، على أن يسافروا من هناك على متن رحلة واحدة إلى القاهرة، أين سيجدون في استقبالهم الناخب الوطني جمال بلماضي، واللاعبين الناشطين في دوري نجوم قطر وبطولة الدرجة الأولى السعودية، الذين سيحلون بالقاهرة 24 ساعة قبل موعد انطلاق التربص.
من جهة أخرى، برمج المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، 4 حصص تدريبية لجميع اللاعبين قبل مواجهة منتخب جيبوتي يوم الجمعة 12 نوفمبر، فيما سيجري المتنقلون معه من قطر والحارس مبولحي 5 حصص تدريبية كاملة، وهو ما من شأنه أن يكون في صالح العناصر الوطنية، حتى تتعوّد على المناخ السائد بمصر في هذه الفترة، وتسترجع جيدا من السفرية الشاقة إلى القاهرة، حتى يواجهوا منتخب جيبوتي المبعد من التصفيات بكامل امكانياتهم، ويتمكّنوا من العودة إلى الجزائر بفوز جديد، يسمح لهم الحفاظ على صدارة ترتيب المجموعة الأولى، ودخول المعسكر الثاني بمركز سيدي موسى بمعنويات في السحاب.
تحقيق الفوز سيسمح للطاقم الفني التحضير جيدا لموقعة تشاكر الحاسمة أمام الخيول البوركينابية، المقررة يوم الثلاثاء 16 نوفمبر المقبل، لمواصلة حلم التأهل إلى المونديال الخامس في تاريخ المنتخب، وحتى يوفي نجم مارسيليا الأسبق بوعده، حين قال بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، بأنّ الهدف الأول له على رأس المنتخب، هو بلوغ نهائيات كأس العالم والتأهل إلى أبعد دور ممكن مثلما هو مدون في عقده الذي ينتهي بعد كأس العالم، وهو الأمر الذي سيجعل من الجيل الحالي للمنتخب، أفضل جيل في تاريخ المنتخب الوطني، بعدما تمكّنوا من نيل لقب “الكان”، وتجاوز لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب بالمونديال الدور ثمن نهائي.

غياب فارس ووناس رسميا عن تربّص نوفمبر

 من المقرر أن يعلن مهندس التتويج القاري عن قائمة اللاعبين المعنية بإجراء تربص شهر نوفمبر، يوم الأحد المقبل، عقب نهاية مباريات الفرق الأوروبية التي ينشط بها دوليّونا، والتأكد من عدم إصابة أي لاعب حتى توجّه له الدعوة، خصوصا أن الأمر يتعلق بدخول تربص خارج الوطن، وبسفرية طويلة وشاقة إلى غاية العاصمة المصرية القاهرة.
ستعرف قائمة بلماضي غياب لاعبين رسميا، يتعلق الأمر بالظهير الأيسر لفريق جنوة الإيطالي محمد فارس، الذي تعرّض لإصابة عضلية في تدريبات فريقه، ويغيب منذ الآن 12 يوما كاملا عن المنافسة الرسمية. إصابة ستحرم خرّيج مدرسة بوردو من التواجد بتربص المنتخب الوطني للمرة الثانية على التوالي، ومنافسة العائد إلى المنافسة رامي بن سبعيني على مكان اللاعب الأساسي، خصوصا بعدما استعاد المدافع السابق لنادي لازيو امكانياته البدنية ومعالمه فوق أرضية الميدان، وأدّى مواجهتين مع المنتخب دون خطأ أمام منتخب النيجر الشهر الفارط.
كما سيغيب عن تربص المنتخب الأول المهاجم المتعدد المناصب آدم وناس، الذي لم يتعاف بعد من الإصابة التي تلقاها مع فريقه ليلة دخول معسكر المنتخب الشهر الفارط، وهو ما يهدّد حتى تواجده بنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة مطلع شهر جانفي من السنة الجديدة، خصوصا إذا تواصلت مدة ابتعاده عن المنافسة الرسمية، ومواصلة مدرب نابولي لوتشيانو سباليتي الاعتماد عليه بديلا.

تنافس شديد لخلافة المصابين

 غياب الظّهير الأيسر فارس سيفتح باب عودة إما نوفل خاسف أو أيوب عبد اللاوي إلى المنتخب الوطني على الرواق الأيسر، حيث فقد الأول مكانته الأساسية ويكتفي بالظهور بديلا منذ بداية شهر أكتوبر المنصرم، فيما تمكّن الثاني من خطف مكانته الأساسية مع فريقه الجديد الاتفاق السعودي في الرابطة المحترفة السعودية، أين خاض المباريات الأربعة الأخيرة أساسيا، وهو ما يرشّحه بقوة لخلافة فارس.
فيما سيكون الوافد الجديد الشاب إيلان كبال في منافسة شرسة مع الثنائي رشيد غزال وفريد بولاية لخلافة وناس، حيث يواصل صاحب 23 عاما الظهور بألوان ملعب ريمس الفرنسي، أين تمّ إشراكه في 8 مناسبات أساسيا خلال المواجهات الـ 12 لفريقه في بطولة “الليغ 1”، تمكّن خلالها من تسجيل هدف وحيد وصناعة أربعة أخرى.
كما لعب الجناح الأيمن رشيد غزال المباريات الأربعة الأخيرة لفريقه بيشيكتاش التركي في السوبرليغ التركية ورابطة الأبطال الأوروبية، لكنه بالمقابل لم يكن فعّالا مثلما كان عليه الأمر الموسم المنصرم، حيث قدّم مستويات متواضعة ولم يساهم في صناعة أي هدف لأصحاب البذلة البيضاء والسوداء.
في حين عاد متوسط الميدان الهجومي فريد بولاية بقوة في المباريات الأخيرة لفريقه، بعد الإصابة الخطيرة التي أبعدته عن الميادين، منذ الجولات الأخيرة من عمر الموسم الكروي المنصرم، أين تمكن من استعادة مكانته الأساسية في ميتز، الذي عكس الموسم المنصرم يعاني من سلسلة النتائج السلبية، ولكن هذا لم يمنع الدولي الجزائري من تسجيل هدفين، وخوض المباريات الثلاثة الأخيرة لفريقه أساسيا.

تواصل غياب قديورة وبلايلي حاضر في قائمة بلماضي

في ذات السياق، ستشهد قائمة الناخب الوطني غياب “الدبابة” عدلان قديورة، للتربص الثالث على التوالي، هو الذي لم يتمكّن لحد الآن من فرض نفسه بفريقه شيفيلد يونايتيد الناشط في دوري التشامبيان تشيب الإنجليزي، ويبقى خارج حسابات مدرّبه منذ تاريخ 21 سبتمبر المنصرم، حين أقصي فريقه بضربات الجزاء أمام ساوثهامتون برسم كأس انجليترا، واكتفى بالمشاركة في لقاءين بمعدل 145 دقيقة لعب.
هذا، وكشفت مصادر “الشعب ويكاند”، أن الناخب الوطني سيصطحب معه أفضل صانع للأهداف بالمنتخب الوطني في الفترة الأخيرة يوسف بلايلي، الذي يعاني من إصابة غير خطرة في الكاحل الأيسر، مثلما أكّده الطاقم الطبي لفريقه قطر القطري مؤخرا، حيث من المفترض أن يدخل مهاجم ويست هام يونايتيد الإنجليزي أمام جيبوتي، على أن يخوض المايسترو بلايلي المواجهة الحاسمة أمام منتخب بوركينافاسو بالجزائر.

ارتياح لعودة بن العمري، فيغولي وسليماني للمنافسة الرّسمية

قائمة بلماضي ستعرف تواجد صخرة دفاع الخضر جمال الدين بن العمري، بعدما عاد إلى المنافسة الرسمية مع فريقه قطر القطري، يوم السبت المنصرم، أمام فريق الدحيل في دوري النجوم لحساب فعاليات الجولة الثامنة، أين لعب كامل أطوار اللقاء ولم تعاوده الآلام. نفس الشيء بالنسبة للهدّاف التاريخي للفريق الوطني إسلام سليماني، الذي تجاوز الإصابة التي تعرّض لها أمام منتخب النيجر بملعب مصطفى تشاكر الشهر الماضي، ودخل بديلا رفقة ليون في فوز فريقه على المضيف لانس، كما أن المحارب سفيان فيغولي ظهر مجدّدا مع غلطة سراي ومنح كرة الفوز أمام فريق غازي عنتاب، وهو ما طمأن كثيرا الطاقم الفني، الذي سيخوض المواجهتين الأخيرتين من تصفيات المونديال بكامل كوادره.
هذا، وارتاح الجمهور الجزائري لتحويل برمجة لقاء منتخب جيبوتي من المغرب إلى مصر، وسهر الاتحادين الدولي والإفريقي للعبة على توفير كل عوامل النجاح لكامل المنتخبات، حيث تأكّد الجميع بأنّ أعداء الجزائر كانوا يدبّرون مكيدة لمحاولة زعزعة استقرار الفريق الوطني، والعمل على التأثير عليه بطرق غير رياضية، لمحاولة ابعاده من سباق التأهل إلى المباراة الفاصلة عن نهائيات كأس العالم، المقرر إقامتها شهر مارس من السنة المقبلة، مع أحد كبار القارة السمراء الذي يتواجد خارج دائرة أفضل خمس منتخبات إفريقية حسب ترتيب “الفيفا”.

«الخضر” وهدف تحطيم الرّقم القياسي العالمي في عدد المواجهات دون هزيمة

من جهة أخرى، سيدخل رفقاء قناص دوري نجوم قطر وأفضل هداف على مر التاريخ بفريق السد القطري بغداد بونجاح، لخوض مواجهتي جيبوتي وبوركينافاسو بهدف التأهل إلى الدور الثالث من تصفيات التأهل إلى كأس العالم 2022، وكذا البحث عن الاقتراب أكثر من تحطيم الرقم القياسي العالمي في عدد المباريات دون هزيمة، الذي يتواجد الآن بحوزة المنتخب الإيطالي بطل أوروبا، برصيد 36 مواجهة كاملة دون هزيمة، والذي توقف الشهر الماضي أمام منتخب إسبانيا في نصف نهائي كأس رابطة الأمم الأوروبية.
«الخضر” حقّقوا لحد الآن 31 مواجهة دون هزيمة، وهم مجبرون على الصمود لخمس مباريات إضافية، لدخول العالمية ومواصلة تحطيم الأرقام القياسية في عالم الساحرة المستديرة، وهو ما سيرفع أكثر أسهم المنتخب الوطني طبعة الكوتش جمال بلماضي، الذي أحدث ثورة داخل بيت المنتخب، وعرف كيف يعيد الجزائر لتسيد القارة السمراء بعد 29 سنة كاملة من معانقة اللقب الأول أمام منتخب نيجيريا في النهائي الذي احتضنه الملعب الرمز 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة.
يذكر، أنّ مواجهة جيبوتي ستلعب يوم 12 نوفمبر بالقاهرة، فيما تلعب مقابلة منتخب بوركينافاسو، منافس الجزائر الوحيد على تأشيرة التأهل إلى المباراة الفاصلة لمونديال قطر، يوم 16 نوفمبر بملعب مصطفى تشاكر، لتكون آخر مواجهة رسمية لكتيبة المحاربين قبل التنقل شهر جانفي المقبل إلى الكاميرون، لخوض غمار نهائيات كأس أمم أفريقيا 2022، التي يهدف فيها المكتب الفدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، الاحتفاظ بالتاج القاري للمرة الثانية على التوالي، خصوصا بعدما كشف وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق مطلع الأسبوع الجاري، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمر بتوفير كل الدعم للمنتخب الوطني لكرة القدم، لبلوغ كامل أهدافه ورفع الراية الوطنية عاليا، والتأكيد مرة أخرى أن الجزائر قوة كروية بتقاليد عريقة، وتعمل على إبهار كل عشّاق الجلد المنفوخ عبر العالم خلال المونديال القطري، للعمل على رفع عدد بطاقات التأهل للمنتخبات الأفريقية، وتأكيد أحقية القارة السّمراء بالتّواجد في أكبر محفل كروي دولي.