قام مستخدمو الصّحة من ثلاث نقابات تنتسب لقطاع الصحة بوقفة احتجاجية بمستشفى مصطفى باشا، بالعاصمة، صبيحة أمس الأربعاء، مندّدين بالأوضاع المهنية، مطالبين بتطبيق توصيات رئيس الجمهورية التي لم تنعكس على الواقع منذ أشهر عديدة. وشارك في الإضراب كل من النقابة الوطنية لأخصائي الصحة العمومية، النقابة الوطنية للأساتذة البحثيين الجامعيين، والنقابة الجزائرية للشبه الطبي.
كشف رئيس نقابة النّقابة الوطنية لأخصائي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، عن آخر الأرقام التي تخص عدد الوفيات في صفوف الجيش الأبيض من مختلف الأسلاك بما فيها القطاع الخاص، حيث بلغت قبل أسبوع من اليوم نحو 432 حالة وفاة، ثلثي هذا الرقم من سلك الأطباء.
وأضاف المتحدث لـ «الشعب ويكاند»، أنّ الموجة الثالثة كانت الأفتك بالمنتسبين لقطاع الصحة، أين سجلت أكثر من 300 حالة وفاة جديدة بعد شهر أوت، وقال مرابط
«كان عدد الوفيات خلال شهري جويلية وأوت 110 حالة وفاة، واليوم نحصي 432 حالة رحمهم الله، وهو ما يعكس الخطر الذي كان مستخدمو القطاع الصحي عرضة له».
وأجمعت النقابات الثلاث التي نظّمت الوقفة الاحتجاجية بمستشفى مصطفى باشا، على ضرورة تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية الرّامية لتحسين الأوضاع المهنية لمستخدمي قطاع الصحة، فمن غير المعقول أن يضطر المنتسبون للقطاع للخروج في وقفات احتجاجية كل مرة من أجل الحصول على منحة أقرّها القاضي الأعلى في البلاد، وأجمع كل المتتبّعين على أحقية الجيش الأبيض في تحسين أوضاعه الاجتماعية، خاصة خلال الفترة الأخيرة.
وأكّد رئيس نقابة النقابة الوطنية لأخصائي الصحة العمومية، الدكتور الياس مرابط، أنّ المطالب التي نادى بها المحتجّون اليوم، هي نفسها التي كشفت عنها النّقابات في آخر وقفة احتجاجية في 7 أفريل الماضي، وأن ما يزيد الوضع سوءاً اليوم هو تدني القدرة الشرائية التي انعكست على الأطباء كغيرهم من المواطنين. وأضاف مرابط، أنّ القرارات التي اتّخذت على مستوى أعلى هرم في السلطة لصالح الجيش الأبيض لم تطبق على أرض الواقع منذ أزيد من سنة، وهو ما يطرح علامة استفهام كبيرة، حول من يعرقل تجسيد هذه القرارات لفائدة مستخدمي الصحة. وأوضح نائب رئيس النقابة الوطنية للأساتذة والباحثين الجامعيين، البروفيسور حايل جمال، أنّ أسر ضحايا الوباء من المنتسبين للقطاع الصحي لم تستفد من أي تعويض، كما أن المنحة التي أقرّتها الدولة للأطباء المتعلقة بكوفيد-19، لم تصرف على مستخدمي الصحة منذ 9 أشهر، وبقيت آخر منحة تمثل الثلاثي الأول من السنة حتى الآن.
وأفاد رئيس النقابة الجزائرية للشبه الطبي، غاشي الوناس، أنّه تمّ تسجيل أكثر من 70 حالة وفاة في صفوف الأعوان الشبه الطبيين جرّاء تأثّرهم بوباء كورونا، حتى الآن، كاشفا عن عملية احتجاجية منتصف هذا الشهر في صفوف الأعوان الشبه الطبيين، وقال غاشي إنّ لقاءاتهم مع وزير الصحة لم تثمر عن أي تقدم في الملفات التي تعني الوضعية الاجتماعية أو المهنية لهم، حيث اقتصرت على الحديث حول الوضع الوبائي، ونسب التقدم في عملية التلقيح.