طباعة هذه الصفحة

ملتقى الذاكرة، الإنسان والمجال ببومرداس

دعوة لاعتماد الأسلوب الأكاديمي للرد على المشككين

بومرداس: ز. كمال

شهد اليوم الأول من الملتقى الوطني الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية تحت عنوان: “بومرداس، الذاكرة، الإنسان والمجال”، مداخلات قيمة من قبل الأساتذة المتدخلين الذين أجمعوا على “أهمية الاهتمام أكثر بالدراسات التاريخية وكل ما تعلق بالموروث الفكري والثقافي الذي تزخر به الجزائر وولاية بومرداس بشكل أخص، من أجل التعريف بهذا الزخم الكبير والرد على كل المشككين في الماضي التاريخي والحضاري للأمة الجزائرية.
وضع مدير الملتقى العلمي محمد عبد الوهاب عيساوي، في حديث لـ«الشعب”، هذه المبادرة الفكرية، التي نظمتها المكتبة الرئيسية للمطالعة بالتنسيق مع جامعة البويرة، في خانة رد الاعتبار للتاريخ الجزائري الزاخر بموروثه الثقافي والفكري التي تعبر عنه المعالم الشاهدة لمختلف الحضارات التي شهدها بلادنا إلى العصر الحديث وبناء الدولة المستقلة، ودحض كل محاولات التشكيك في هذا الماضي الحضاري العريق الذي تتوارثه الأجيال.
وقال في هذا الخصوص، “إن أهمية مثل هذه الملتقيات والندوات العلمية في الوقت الراهن، تكمن في محاولة تكريس مفهوم الرد العقلاني المبني على الحجج العلمية الدامغة على كل الهجمات الخارجية التي تشكك في التاريخ الجزائري وخاصة من الجانب الفرنسي، وهذا بالاعتماد على الدراسات والأبحاث الأكاديمية وليس عن طريق الشعارات الفولكلورية”. وأضاف الأستاذ، “أن التاريخ لا بد أن يعتمد على التأسيس الحقيقي للثقافة وعلى أبحاث علمية أكاديمية حتى يستمر طويلا”.
وشكلت مداخلة الدكتور جمال قندل، بعنوان “الثورة التحريرية الكبرى”، مدخلا لهذا الملتقى العلمي، حيث ركز الباحث كثير على ما وصفه “بالصدمة” أو صدى الثورة في الداخل والخارج وما أحدثته من ردود فعل لدى الجانب الفرنسي الذي تفاجأ بها، مشيرا “أن فرنسا انصدمت باندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954، لأن وزير داخليتها آنذاك فرانسوا متيران كان يردد دائما أن الجزائر تحت السيطرة”.

معركة واد “النساء”... رمز للمقاومة والصمود
بالمقابل حاول كل من الدكتور نورالدين شعباني، الدكتور عمر بوضربة والدكتور مصطفى سعداوي، التدقيق أكثر في أهم المحطات التاريخية التي عرفتها منطقة بومرداس، من الوجود العثماني إلى دخول الجيش الفرنسي سنة 1830، وأبرز محطات المقاومة الشعبية ودور القبائل السهيية لحوض وادي سيباو، وكذا تأثير شيوخ الزوايا ورجال الإصلاح في تعبئة الأهالي للجهاد ضد الغزو الفرنسي والمشاركة في مقاومة المتيجة ومعركة سطاوالي.