قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، خلال إشرافه على تخرج الدفعة التاسعة من المتصرفين الرئيسيين لمصالح الصحة المتكونة من 84 طالبا، أن قطاعه يولي اهتمام كبير لتأطير ودعم المؤسسات الصحية بالكفاءات البشرية وتطوير كفاءتهم وتلقينهم المناهج التعليمية الحديثة التي ترتبط مباشرة بالمشاكل التي يعاني منها القطاع في مجال الإدارة والتيسير.
أفاد الوزير في حفل التخرج وتكريم المتفوقين في هذه الدفعة المتخرجة من المدرسة الوطنية للمناجمنت وإدارة الصحة بالمرسى شرق العاصمة، والتي أطلق عليها اسم المرحوم الراحل المجاهد محمد صالح يحياوي وبحضور عدد من الوزراء، أن التخرج يضيف إلى المنظومة الصحية فريق من الإطارات، هذا إلى جانب إجراءات أخرى تتعلق بادخال تقنيات المناجمنت الحديثة في التسيير واتخاذ آليات الحوكمة والشراكة الإدارية،
وكذا الإسراع في تحديث منظومة إدماج الرقمنة التي تعد من أولويات القطاع.
أكد بن بوزيد على الطلبة الذين تلقوا تكوينا في تقنيات وأساليب التسيير «مباشرة العمل والاستعانة بالخبرات اللازمة لتحيين معارفهم والتحكم في آليات تجسيد مضمون ما جاء به قانون الصحة «، مبديا ثقته الكاملة في كفاءة مسيري القطاع لرفع التحدي، تحدي تحديث تسيير مؤسسات الصحة، خاصة في ظل توالي الأزمات والمخاطر الصحية التي يشهدها العالم عموما والجزائر على وجه الخصوص.
وصرح مخاطبا المتخرجين «أنهم السبيل للتفتح على التجارب التسييرية التي استخلصتها المنظمات والمجتمعات الصحية، خاصة مع تجربة كورونا التي علمتنا درسا في اليقظة والتأهب في إعداد الاستراتيجيات الملائمة لمواجهة مختلف التحديات والرهانات»، موضحا بخصوص الجائحة أن السلطات وفرت ما يلزم من تلقيح لكل المواطنين والذي يعتبر أساس النجاة منها، إذ كل مواطن ملقح من كوفيد 19هو حماية لنفسه وللمجتمع، حيث أشاد بدور مستخدمي الصحة في مواجهة الجائحة والتصدي لها.
وأضاف أيضا، أن علوم المناجمنت العمومي تدخل ضمن تحليل وتكييف المقاربة المنهجية في إدارة المرفق العام الصحي بحكم ميزة التطور والتغير الذي يعرفه هذا الأخير، مشيرا أن جلسات الصحة التي ستعقد قريبا تدخل ضمن منظور إصلاح هياكل الصحة وإرساء قواعد جديدة والتحكم في التسيير وتطوير القطاع، داعيا نخبة المدرسة والأساتذة للمشاركة في بلورة مختلف القضايا التي تهم القطاع.
وأشاد في الختام بالجهود المبذولة من طرف أسرة المدرسة واطارات العمال في سبيل الاهتمام بقطاع التكوين، الذي يعد اللبنة المفصلية في دعم القطاع بالكفاءات البشرية، التي من شأنها أن ترتقي بأداء المرفق العمومي للصحة.
من جهته، قدم طالب عن الدفعة المكونة من 84 طالبا والذين خضعوا لتكوين دام سنتين نبذة عن سيرة الفقيد محمد صالح يحياوي الذي سميت الدفعة باسمه، هذا المجاهد «الذي يمثل أحد الأبطال البسالى الجزائريين، أصيل عين الخضرة ثائر في منطقة الأوراس، إحدى دعائم المقاومة ومعقل الثوار، إنه الرمز الشهيد الحي، تاريخه حافلا بالبطولات
والإنجازات، الذي ذكرها وحللها الكثير من المؤرخين والمهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية لتبقى راسخة في ذهن الأجيال».
بدوره ممثل مستشار رئيس الجمهورية أشاد بإنجازات هذا البطل الذي ضحى لأجل هذه البلاد، هذا الأخير الذي كانت له علاقات قوية تربطه مع أمثاله من المجاهدين والشهداء، واعترافا بما قدمه هذا المجاهد الراحل حظيت عائلته بتكريم خاص من طرف إدارة المؤسسة وبإشراف من وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، هذا إلى جانب تكريم أحد أساتذة المدرسة اعترافا بما قدموه من جهود طيلة سنتين من التكوين في التسيير والمشاركة في مهام تقييم وتسيير إدارة هياكل ومؤسسات الصحة.
وتخلل حفل تخرج دفعة الراحل المجاهد محمد صالح يحياوي تسليم الشهادات للمتفوقين من الدفعة الذين كان لنا حديث معهم، أين قالت الطالبة مريم متخرجة، أن التكوين دام سنتين وتربص على مستوى المستشفيات، وهذا الأمر يسمح لها بحسب تعبيرها بتقلد منصب مدير فرعي ومدير مؤسسات استشفائية علها تقدم الى جانب زملائها إضافة للقطاع، في حين صرح طالب آخر متخرج من نفس الدفعة، أن التكوين لمدة سنتين سمح له باكتساب مهارات في المناجمنت والتسيير الصحي الاستشفائي علهم يقدمون الأحسن لهذا القطاع الاستراتيجي.
واختتم الطلبة المتخرجين من الدفعة الحفل بأخذ صورة تذكارية وسط فرحة كبيرة بإنهاء التكوين الذي سيسمح لهم دخول قطاع الصحة ومباشرة العمل في المجال الاستشفائي، والذي سيمكنهم المساهمة في تحديث التسيير العمومي الصحي وإعادة النهوض وتطوير المؤسسات الصحية .