حري بالجزائريين الإبقاء على حالة اليقظة لتفادي موجة رابعة قد تكون أسوأ من سابقاتها خاصة وأنها تتزامن وفصل الأنفلونزا الموسمية التي تتشابه أعراضها مع تلك المميزة للإصابة بفيروس كورونا، فإذا أخذنا بعين الاعتبار انطلاق التلقيح بالجرعة الثالثة سيكون علينا التفكير جيدا قبل «الدوس» على الإجراءات الوقائية.
تخلى الكثير من الجزائريين عن كماماتهم وعن مسافة الأمان في إعلان غير رسمي لوضع حرب فيروس كورونا أوزارها، في صورة مؤسفة ضربت توصيات الأطباء والمختصين عرض الحائط، وبينما تعرف دولا كثيرة موجة رابعة إصاباتها اليومية عشرات الآلاف، يتناسى السواد الأعظم من المجتمع أهمية التقيد بالإجراءات الوقائية خاصة ارتداء القناع الواقي واحترام مسافة الأمان.
ومع تجاوز عدد الملقحين 11 ملايين أي ما يساوي 50 بالمائة من الكتلة السكانية الواجب تحصينها جرعة، يبقى عدد الملقحين بالجرعة الثانية ضعيفا مقارنة بالأول فقد سجلت الوزارة الوصية، أكثر من 5 ملايين ملقح بالجرعة الثانية، لتزيد الجرعة الثالثة من حدة الوضع، بل هو بمثابة إعلان غير مباشر بضرورة الحذر والابتعاد عن اللامبالاة والاستهتار بفيروس لم يعلن انتهاءه بعد، فيما كشف المختصون أن البيانات الخاصة بعملية التحصين تظهر أن 24 بالمائة من الجزائريين تلقوا جرعتين من اللقاح.
بالنظر إلى تطمينات الأطباء سابقا التي استبعدت اللجوء إلى الجرعة الثالثة، نجد أن انطلاق عملية أخذ الجرعة الثالثة من اللقاح يضع استقرار الوضع الوبائي محل تساؤل بالرغم من استقرار الوضع الوبائي منذ شهرين تقريبا، فالتلقيح هو أهم منعرج في الأزمة الصحية الاستثنائية بعد إجراءات الحجر الصحي المشددة مارس 2020، لتكون الجرعة الثالثة خطوة مهمة لتعزيز جدوى عملية التحصين ضد فيروس كورونا وسلالاته المتحورة.
حيث أقرت اللجنة العلمية ضرورة اللجوء إلى تزويد الملقحين بجرعة ثانية من اللقاح بجرعة إضافية، وبحسب تعليمات وجهتها وزارة الصحة، أكدت أن تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد-19، لا يعني بالضرورة تلقيها من نفس نوع اللقاح، بالإضافة إلى أنها اختيارية وليست إجبارية، لافتة إلى أن المعنيين بهذه الجرعة هم ممن تلقوا الجرعة الثانية، منذ 6 أشهر، طبعا مع إعطاء الأولوية إلى الفئات الهشة ممن يعانون أمراضا مزمنة.