أكد الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي ومندوب كينيا الدائم لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، أن تقرير المصير الذي كلفت به بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) يشكل خطا أحمرا.
أوضح المندوب الدائم لجمهورية كينيا الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، في تصريح للصحافة، عقب تأجيل جلسة لمجلس الأمن حول مناقشة مشروع قرار بشأن تجديد ولاية بعثة (المينورسو) التي تنقضي غدا 31 أكتوبر، أنه بالنسبة لبلاده “الخط الأحمر هو مسألة تقرير مصير الشعب الصحراوي والتي يجب أن يشار له بوضوح في قرار مجلس الأمن المقرر التصويت عليه، نهاية أكتوبر الجاري”.
كما أكد أن هذا الأمر لا يشكل “انحرافا بل يجب أن يكون استمرار” في جميع القرارات، مضيفا في ذات السياق أنه إذا لم يكن هناك اعتراف بحق تقرير المصير، سنواجه “ظرفا عصيبا للغاية مع القرار”.
تأجيل بسبب غياب توافق
تجدر الإشارة إلى أنه تم تأجيل جلسة التصويت التي كانت مقررة، الأربعاء الماضي، على مستوى مجلس الأمن على قرار بشأن تمديد ولاية بعثة المينورسو وقضية الصحراء الغربية إلى نهار أمس، بسبب غياب توافق على صيغة التقرير الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء هذا التأجيل بسبب تحفظ و اعتراض روسيا، التي كانت من أشد المعارضين لمسودة القرار الذي وصفته بغير المتزن ولا يصل إلى مستوى الأحداث الأخيرة، كما يحتوي على مصطلحات على نسخة القرارات المعهودة على وجه التحديد صيغة الحل الواقعي والمقبول بين الطرفين التي استحدثت، منذ أبريل عام 2018” .
وأوضح من جهته، المبعوث الخاص المكلف بالقضية الصحراوية وبلدان المغرب العربي، عمار بلاني، الخميس، أن روسيا وكينيا ودول أخرى في مجلس الأمن الدولي تريد إدخال “ تعديلات جوهرية “ على مشروع القرار بشأن تجديد ولاية البعثة الأممية من أجل إعادة توازن النص إلى حد ما.
وأضاف بلاني، أن هذين البلدين اللذين قررا، الأربعاء كسر حاجز الصمت الذي لوحظ على مشروع القرار المقترح من طرف حامل القلم، الولايات المتحدة، “يعتبران أن النص غير متوازن و لا يعكس الحقائق الجديدة” على الأرض، بعد الخرق السافر المسجل لوقف إطلاق النار من طرف قوات الاحتلال المغربية في نوفمبر 2020 في منطقة الكركرات العازلة.
وأضاف السيد بلاني أنه من المقرر أن تستأنف مشاورات مجلس الأمن الدولي حول مشروع اللائحة حول تجديد ولاية المينورسو “ في حال ما إذا قبلت حامل القلم، الولايات المتحدة إعادة فتح النقاش من أجل إدراج تعديلات محتملة “، وسيتم إحالة النص للتصويت.
عملية السلام في مفترق طرق
أكد عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة “المينورسو” الأخ سيدي محمد عمر أن عملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة تقف على مفترق طرق حاسم، مشيرا الى أن مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 19 من الشهر الجاري، لا يعكس في منطوقه ولا صياغته ما يجري الآن من تطورات خطيرة على الأرض ولا يتضمن أي إجراءات عملية للتعامل مع تلك التطورات أو للدفع بالعملية السلمية إلى الأمام.
وقال سيدي محمد إن مجلس الأمن مطالب باتخاذ إجراءات سريعة وجدية لتفادي المزيد من التصعيد وتدهور الوضع في المنطقة برمتها، وعليه أن يختار بين إدراج تغييرات جوهرية في قراره المقبل بشأن تجديد ولاية المينورسو من أجل التعاطي مع الوضع الجديد على الأرض أو الركون الى سياسة ترك الامور على حالها المعهود وكأن شيئا لم يحدث، وهو بطبيعة الحال ـ يقول سيدي محمد ـ ما ستكون له تداعيات خطيرة على العملية برمتها.