قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تصريحات صحافية نشرت، أمس الجمعة، إنّه قد يتم الإعلان عن رئيس وزراء من التكنوقراط في غضون أسبوع، مؤكّدا أنه لا يزال يحاول إقناع عبد الله حمدوك بالعودة وتشكيل حكومة جديدة.
ارتفع عدد قتلى المواجهات بين المحتجين المناهضين لانقلاب الاثنين وقوات الأمن إلى 11 شخصا على الأقل، في حين تتزايد المخاوف من انزلاق أمني مع المليونية المرتقب تنظيمها اليوم.
قال عبد الفتاح البرهان، إنّ أسماء رئيس الحكومة الجديدة وأعضاء مجلس السيادة الجدد سيتم الإعلان عنها في غضون أسبوع على أقصى تقدير.
وأضاف: “آمل أن يتم اختيار رئيس الوزراء وأعضاء مجلس السيادة في غضون أسبوع على الأكثر”، متابعا: “لن نتدخل في اختيار الوزراء، ولكن سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني، ولن نتدخل في من يختاره”.
وحول اختيار رئيس الوزراء الجديد، قال البرهان “نحن سنختار رئيس الوزراء الذي سينتمي إلى التكنوقراط”، مضيفا “رئيس الوزراء السابق تم اختياره بواسطة التوافق بين القوى السياسية والعسكرية، والآن القوى السياسية غير موجودة، ولدينا مسؤولية وطنية والتزام بأننا نقود ونساعد في المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات”.
ومن جهة أخرى، كشف الجيش السوداني عن أنه عرض على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تشكيل حكومة جديدة، في حين تواصلت الضغوط الخارجية للعودة إلى المسار السابق وسط دعوات داخلية لتنظيم مسيرات جديدة.
وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن هياكل السلطة التي سيتم تشكيلها ستضم ممثلين من الولايات كافة من دون تحزب، مشيرا إلى استكمال تشكيل البرلمان والانتخابات، على حد تعبيره.
وأضاف أن المشاورات تشمل رئيس الحكومة المعزول عبد الله حمدوك نفسه لتكوين حكومة كفاءات مدنية حال موافقته على التكليف.
ضغوط خارجية ومسيرة مليونية
بدوره، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتيس، إنه التقى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين السياسيّين. وعرض فولكر مساعيه لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية من أجل استعادة الشراكة الانتقالية. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حث القادة العسكريين السودانيين على إعادة الحكومة الانتقالية المدنية والإفراج عن جميع المعتقلين. كما أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا بإجماع أعضائه يعرب فيه عن قلقه الشديد بشأن استيلاء الجيش على السلطة في السودان.
وطالب المجلس في بيانه بإعادة إرساء حكومة انتقالية بقيادة المدنيين على أساس الوثيقة الدستورية، كما دعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.
وبينما تكثّف الولايات المتحدة والأمم المتحدة الضغط على القادة العسكريين في السودان، خرجت دعوات من معارضي القرارات العسكرية الجديدة عبر منشورات مطبوعة تدعو إلى “مسيرة مليونية”، اليوم السبت، احتجاجا على الحكم العسكري.
ولا تزال شوارع العاصمة السودانية تشهد انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع، لكن السلطات حاولت إعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية وفتح بعض الطرق والجسور.
وبالموازاة مع ذلك، قرّر مجلس السلم والأمن الإفريقي تعليق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون، واعتبر أن إجراءات رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان تهدد بعرقلة تقدم العملية الانتقالية.