تمكّن فريقي شباب بلوزداد ووفاق سطيف من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى دور المجموعات من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية، ليحقّقوا أول أهداف الموسم الكروي (2021 - 2022) مبكرا، حيث يبحث بطل الجزائر للنسختين الماضيتين عن بلوغ المربع الذهبي للمنافسة لأول مرة في تاريخ مشاركات الفريق، فيما يريد أبناء عين الفوارة البصم على مشاركة مشرفة وبلوغ نصف نهائي المنافسة على الأقل، لإعادة هيبتهم القارية واستعادة أمجادهم الضائعة.
تمكّن ممثلي الجزائر في رابطة الأبطال من بلوغ دور المجموعات للموسم الخامس على التوالي، وهو ما يؤكد العودة القوية لكرة القدم الجزائرية على الساحة القارية، بالرغم من أن العشرية الأخيرة عرفت تتويج فريق وحيد بأعرق منافسة قارية، يتعلق الأمر بفريق وفاق سطيف موسم (2013 - 2014) في النهائي أمام فريق فيتا كلوب الكونغولي، كما تمكّن اتحاد العاصمة من بلوغ المباراة النهائية في الموسم الذي بعده، مع وصول الفريقين المذكورين للمربع الذهبي في نسختي 2017 و2018 على التوالي.
وصل شباب بلوزداد دور المجموعات من رابطة الأبطال الأفريقية للموسم الثاني على التوالي، مؤكدا علو كعبه وعودة أمجاد الفريق الضائعة، منذ قدوم مجمع مدار المالك لغالبية الأسهم على رأس الفريق، بعدما تمكّن أصحاب اللونين الأحمر والأبيض من السيطرة على بطولة الرابطة المحترفة الأولى لنسختين متتاليتين، وتمكّن من إضافة لقبي كأس الجمهورية والكأس الممتازة إلى خزائن الفريق.
ألقاب الشباب الأربعة التي نالها في ظرف موسمين ونصف، هي مرشحة للارتفاع هذا الموسم بما أن الفريق معني بنهائي كأس السوبر أمام شبيبة القبائل الفائز بلقب كأس الرابطة، وهو النهائي الذي لم يتم تحديد موعد إجرائه من قبل الرابطة الوطنية لكرة القدم، كما أن رفقاء صخرة الدفاع بوشار سينافسون بقوة لمحاولة الاحتفاظ على لقب البطولة للموسم الثالث على التوالي، ودخول تاريخ الفريق وكرة القدم الجزائرية، بكونه أول فريق ينال هذا الشرف.
في ذات السياق، أكد المدير الرياضي والمناجير العام للشباب حسين ياحي، في أكثر من تصريح أن الغاية من المشاركة القارية هذا الموسم، هو بلوغ المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ مشاركات الفريق، ومواصلة العمل لمعانقة اللقب الأغلى قاريا، لتزين خزينة النادي التي ينقصها أول لقب خارجي معترف به لدى الاتحاد الدولي للعبة «فيفا».
من جانبه أكد شعيب كداد في آخر تصريح له، أن الفريق تمكن من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى دور المجموعات من المنافسة القارية عن جدارة واستحقاق، وأثبت للجميع بأن أسيك ميموزا لا يعد فريقا يشكل عقدة بالنسبة للشباب، الذي أضحى يواجه كبار القارة بثقة كبيرة ودون أي عقدة أو مركب نقص، وهو ما تمّ اثباته في الموسمين الأخيرين، موضحا أن المجموعة كسبت خبرة كبيرة قاريا، بعد مشاركتها للموسم الثالث على التوالي في مختلف المنافسات الخارجية، مؤكدا أن إطاحة الشباب ببطلي نيجيريا وكوت ديفوار مع انطلاق النسخة الحالية سيعبد الطريق للفريق من أجل مواصلة حلم التتويج باللقب.
وصيف البطولة للموسمين المنصرمين فريق وفاق سطيف الذي حقّق انطلاقة غير مطمئنة للغاية في رابطة الأبطال، بانهزامه بثلاثية نظيفة مع الفريق المغمور بطل غامبيا فورتون خلال الدور التمهيدي الأول، هو الذي يشارك لأول مرة في تاريخه بالمنافسات القارية، تمكن في الأخير من تحقيق ريمونتادا تاريخية بتسجيله ثنائية في مواجهة العودة بملعب الثامن ماي بسطيف، وحجز تأشيرة التأهل إلى الدور التمهيدي الثاني، عن طريق ركلات الترجيح التي ابتسمت لرفقاء المهاجم الذكي أحمد دغموم.
تأهل الوفاق الصعب يبدو أنه لم يجعل الكوكي وأشباله يتعظون منه، كونه ظهر بوجه شاحب للمرة الثانية على التوالي أمام فريق نواذيبو الموريتاني، المتعوّد على خوض المغامرة القارية كل موسم، لكن امكانياته البشرية لا تجعل منه ذلك الفريق الذي يمكنه تحقيق الفوز على النسر السطايفي بنتيجة (3-1) بأرمدة نجومه المخضرمين، يتقدمهم صانعي الألعاب عبد المؤمن جابو وأكرم جحنيط، ومتوسط الميدان القوي قراوي، وكذا الحارس الصعب المنال خضايرية، وبالرغم من التأخر بهدفين إلا أن اللاعبين رفعوا التحدي مرة أخرى، وتمكنوا من تجاوز عقبة الفريق الموريتاني والتأهل إلى دور المجموعات.
حجّة المسؤول الأول على رأس الجهاز الفني للفريق، أكدت في أكثر من تصريح أن عدم تأهيل الوافدين الجدد في الدورين التمهيدين الأول والثاني، هو ما حرم التونسي نبيل الكوكي من أسلحته في المباريات الأربعة بالقارة السمراء، وأنه مع تأهيلهم قاريا والاستفادة منهم بداية من، يوم الجمعة، في أول لقاء للوفاق في الرابطة المحترفة الأولى أمام شبيبة القبائل، سيجعل طريقة لعب الفريق تتحسن كثيرا، خصوصا مع الانتدابات النوعية التي قام بها الفريق على مستوى الخطوط الثلاثة.
من جهة أخرى، وبالرغم من البداية المتعثرة لـ»الكحلة» في المنافسة القارية، إلا أن إدارة الفريق حدّدت هدف تجاوز دور المجموعات أولوية مشاركة الفريق هذا الموسم، لتجاوز خيبة الموسم المنصرم التي عجز فيها رفقاء المحترف محمد الأمين عمورة، من تجاوز عقبة ذات الدور في منافسة كأس الكونفدرالية الأفريقية، التي بلغ فيها الكناري المواجهة النهائية وانهزموا فيها أمام الرجاء البيضاوي المغربي.
في سياق ذي صلة، كشفت مصادر «الشعب» القريبة من الفريق، بأن مجلس الإدارة اتفق على أن الذهاب بعيدا في المنافسة القارية ومعانقة لقب البطولة من جديد، لن يكون ببقاء المدرب نبيل الكوكي على رأس العارضة الفنية للفريق، كما كشفت ذات المصادر، أن أيام التونسي مع الوفاق باتت معدودة، اتفاق جاء بعد الهزيمتين غير المتوقعتين خارج الديار قاريا بنتيجة ثقيلة، مع فرق لا تملك حتى المستوى للتعادل مع أصحاب الزي الأسود والأبيض.
«الكناري» يبدأ بقوة
من جانبه منشط نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية شبيبة القبائل، دخل ذات المنافسة هذا الموسم بقوة، وتمكّن من العودة من الرباط المغربية بفوز ثمين، عبّد له الطريق لتجاوز عقبة الجيش الملكي المغربي، من فرصة صنعها الرائع علي هارون من هجمة معاكسة وأسكنها شباك الحارس المغربي.
مواجهة العودة لم تكن مغايرة لسابقتها، حيث دخل رفقاء ابن مدينة ورقلة موسى بن زايد بنفس عزيمة الذهاب، وتمكنوا من قطع الأخضر واليابس على الفريق المغربي الذي أخلط بين السرعة والتسرع، وهو ما جعله يتلقى هدفين تارخيين من اللاعب هارون من كرة هوائية، وقذفة من أمام خط وسط الميدان، جعلا أبناء يما قوارية يواصلون المغامرة الأفريقية، وعينهم على التتويج باللقب الضائع الموسم المنصرم، وهو الأمر الذي أكده الرئيس الجديد للفريق يزيد ياريشان، والمدرب المساعد منير دوب في أكثر من تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية.
من جهة أخرى، لم يكن الكثيرون من أنصار الشبيبة يتوقّعون مواصلة فريقهم البروز في المباريات القارية، خصوصا بعد حالة لا استقرار التي عاشها الفريق الصيف الماضي، بعد رحيل الرئيس السابق شريف ملال بقرار من محكمة تيزي وزو، سمح للإدارة الجديدة اقتحام مقر الفريق، في صورة أرعبت عشاق اللونين الأخضر والأصفر، خصوصا بعد عودة النادي الأكثر تتويجا بالجزائر إلى سالف عهده، بالتنافس على الألقاب المحلية والقارية، بدليل أنه توّج في نهاية الموسم بكأس الرابطة وخسر نهائي كأس «الكاف» بهدفين لواحد، في موسم استثنائي صنع فيه المدرب الفرنسي دينيس لافان معجزة بمجموعة مشكلة من لاعبين مغمورين.
هذا، وأوقعت القرعة شبيبة القبائل في مواجهة فريق روايال ليوباردز من مملكة إسويتيني، وهو ما يضع الفريق في طريق مفتوح للعبور إلى دور المجموعات، وتحقيق الهدف الأول من الموسم الكروي مبكرا.
شبيبة الساورة تبصم على انطلاقة مميزة
هذا، وتمكّن فريق شبيبة الساورة من تحقيق انطلاقة مميزة في كأس «الكاف»، في ثالث مشاركة للنسور في المنافسات القارية منذ تأسيس النادي، حيث عادوا بفوز ثمين بهدفين لواحد من العاصمة الموريتانية نواكشوط أمام نواذيبو أف سي، وخطفوا التعادل للدور ثمن نهائي مكرر، بالرغم من أن أرضية ميدان عمر حمادي ببولوغين، لم تسمح للشبيبة من وضع الكرة وفرض منطقها، وهو ما كلفها تلقي هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء.
أدركت إدارة شبيبة الساورة أن وضع الإمكانيات لفريقها، وتعزيز بعض المناصب بلاعبي الخبرة، سيمنحها قوة أكبر محليا وقاريا، من أجل إنهاء
الموسم الجاري في مرتبة مؤهلة لإحدى المنافسات القارية، لجعل المشاركات الخارجية تقليدا بالنسبة لأبناء الجنوب، وكذا العمل على بلوغ أدوار جد متقدمة من أجل كسب الخبرة، ومحاولة جني ثمار العمل الكبير الذي يقوم به المسؤول الأول على النادي محمد زرواطي منذ تأسيس الفريق سنة 2008.
قرعة الدور المقبل أسفرت عن مواجهة قوية للساورة ضد بطل غانا هيرتس أوف أوك، الذي غادر الدور التمهيدي الثاني من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية، مواجهة سيتعرف خلالها أبناء مدينة بشار على مستواهم، أين سيلعبون بنية التأهل إلى دور المجموعات، وتأكيد أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو النجومية، التي ستجعل حجمه يكبر أكثر لدى عشاق الساحرة المستديرة في الجزائر عموما، وسكان الجنوب الجزائري الشاسع خصوصا.