طباعة هذه الصفحة

أكدت أن الاستقلال عصارة نضال وتحديات

المجاهدة زهرة ظريف: الجزائر أمانة يجب الحفاظ عليها

صونيا طبة

تحسيس جيل الحاضر بكفاح الأباء والأجداد من أجل الوطن

استعرضت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط كتابها الذي يروي معاناة شعب كان سلاحه الوحيد الإيمان والإرادة القوية وحب الوطن رغم الإمكانيات البسيطة آنذاك مقارنة بالاستعمار الفرنسي الغاشم، مؤكدة أن الهدف من تأليفها للكتاب يكمن في تحسيس جيل الحاضر بتضحيات أجدادهم وما قدموه في سبيل استرجاع السيادة الوطنية لان من يجهل – حسبها - ماضيه لا يمكن أن يبني مستقبله.

 وجاء هذا خلال ندوة نقاش نظمتها أمس جمعية مشعل الشهيد بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 52 من استرجاع السيادة الوطنية بحضور وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم ومجموعة من المناضلين الذين شاركوا في الثورة وساهموا في نيل الجزائر حريتها بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني على غرار القائد العام للكشافة الإسلامية والأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين وكذا مؤرخين.
واعتبرت المجاهدة زهرة ظريف تاريخ 5 جويلية يوما عظيما عاشه المناضلون والمجاهدون حيث كان بمثابة الحلم المستحيل الذي تحقق نظرا لقوة العدو وطغيانه وجرائمه الشنيعة، مشيرة إلى أن نيل الاستقلال تحقق بفضل روح التحدي، بعد أن تعهد كل المجاهدين أن يكونوا يدا واحدة لتحرير البلاد مهما كانت الظروف، وقد كان نظام جبهة التحرير يتميز بالصرامة والسرية واستطاع الشباب الذين لم يكن يتعدى سنهم 16 و17 سنة مواجهة جيش قوي كالاستعمار الفرنسي فصنعوا التاريخ وبقوا عبرة لكل شعوب ودول العالم.
وتطرقت المجاهدة في كتابها الذي حمل عنوان “مذكرات مجاهدة جيش التحرير الوطني”، إلى المعاناة الكبيرة التي عاشها الشعب الجزائري في تلك الفترة لا سيما خلال 7 سنوات من الحرب القاسية من جوع وخوف وتشرد، بالمقابل لم يستسلم الجزائريون أمام أساليب البطش والإبادة التي فرضها المحتل الفرنسي عبر القطر الوطني، وهو ما يجهله الكثيرون من هذا الجيل، موضحة أن الجزائر تركها المجاهدين أمانة يجب الحفاظ عليها من خلال المساهمة في بنائها وتشييدها.
وفي ذات السياق، أضافت الفدائية ظريف قائلة: “إن ما دفعني لتأليف هذا الكتاب هو إبلاغ رسالة لأبنائنا، وإعلامهم بالواقع المرير الذي عاشه أجدادهم في تلك الفترة الصعبة، من اجل أن ينعموا هم الآن بالأمن والطمأنينة، وبما أننا لا نزال على قيد الحياة، فالواجب يحتم علينا أن نقدم شهادات حية عن كل الأحداث التي جرت منذ اندلاع الثورة، والى غاية الحصول على الحرية والاستقلال “.
من جهته كشف رئيس جمعية مشعل الشهيد ان كتاب زهرة ظريف سيترجم الى اللغة العربية وأول صدور له من ولاية غرداية وسيكون حاضرا في المعرض الدولي للكتاب الذي ستجرى فعالياته في شهر سبتمبر القادم بقصر المعارض الصنوبر البحري مشيرا في سياق آخر ان منتدى جريدة المجاهد سيحتضن يوم 15 جويلية ندوة نقاش تحت عنوان نيلسون منديلا والثورة الجزائرية.