رسائل داخلية وخارجية وجّهها الرّئيس التونسي، قيس سعيّد، أمس الأول، كان أبرزها الإعلان عن حوار وطني لن يشمل حركة النهضة. وكانت الرّسالة الثانية للمجتمع الدولي بأن ما يحدث في تونس شأن داخلي، ومن غير المقبول التدخل فيه بعد محاولات البعض الاستقواء بالخارج.
أكّد الرئيس التونسي، في مناسبات عدة، أنّه لا عودة إلى الوراء، وأنه ماض في القطع مع منظومة ما قبل 25 جويلية.
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد إطلاق حوار وطني يناقش النظامين السياسي والانتخابي في تونس.
وقال الرئيس قيس سعيد خلال حضوره الخميس مجلس الوزراء التونسي، إنه سيتم «إطلاق حوار وطني صادق ونزيه، يشارك فيه الشباب في كامل التراب التونسي ومختلف تماما عن التجارب السابقة ويتطرق إلى عدة مواضيع، من بينها النظامان السياسي والانتخابي في تونس»، وفقا لبيان الرئاسة التونسية.
وأوضح أن هذا الحوار سيتم في إطار سقف زمني متفق عليه وضمن آليات وصيغ وتصورات جديدة تفضي إلى بلورة مقترحات تأليفية في إطار مؤتمر وطني»، مشدّدا على أنه لن يشمل كل من وصفهم بأنّه «استولى على أموال الشعب أو من باع ذمته إلى الخارج».
وأشار من جهة أخرى إلى أنّه «بقدر حرص تونس على مواصلة تعزيز علاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، بقدر تمسّكها بسيادتها الوطنية وباحترام اختيارات الشعب التونسي»، مجدّدا الإعراب عن «رفض كل محاولات الإستقواء بالخارج للتدخل في الشؤون الداخلية لتونس أو الإساءة إليها».
كما تطرّق الرئيس سعيد في كلمة له بالمناسبة، إلى مشروع الصلح الجزائي وخصوصياته ودوره في استعادة أموال الشعب المنهوبة وتوظيفها في تحقيق مشاريع واستثمارات في كامل تراب الجمهورية.
وفي 29 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، تكليف نجلاء بودن بتشكيل حكومة جديدة، وتعد هذه الحكومة هي الأولى بعد أكثر من شهرين على الإجراءات والتدابير الاستثنائية التي أعلنها الرئيس التونسي اعتمادا على الفصل 80 من الدستور، حيث تم بموجبها إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من الوزراء، وتجميد عمل البرلمان.
سعيّد يتصدّر نسب الثّقة
جدّد التونسيّون ثقتهم في الرئيس قيس سعيد، بعد 3 أشهر من القرارات الاستثنائية التي اتّخذها، والتي رفعت من شعبيته وارتفعت معها درجات التفاؤل والأمل بالمستقبل في تونس، بينما حافظ خصمه السياسي راشد الغنوشي على لقب أكثر شخصية لا يثق فيها التونسيون.
جاء ذلك في نتائج استطلاع للرأي خاص بشهر أكتوبر أجرته مؤسسة «سيغما كونساي» المتخصصة في عمليات سبر الآراء، بالتعاون مع صحيفة «المغرب» اليومية، ونُشرت نتائجه أمس لجمعة.