أشرفت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ووفقا لبروتوكول صحي محكم، على افتتاح الموسم المسرحي الجديد، المستهل بدقيقة صمت على أرواح نجوم الفن الرابع الذين فقدتهم الساحة الفنية بسبب جائحة كورونا، كما تابعت وزيرة القطاع العرض المسرحي «شارع المنافقين» كاملا، من إخرج أحمد رزاق،حيث شارك فيه 11 فنانا من ألمع نجوم فن الكوميديا الجزائرية.
بعد ركود دام قرابة عامين بسبب جائحة كورونا ،وباستذكار 17 شخصية فنية قدمت الكثير للمسرح الجزائري الذي بدوره سيظل حاملا أسماؤها منقوشة على أوراقه الخالدة، عاد جمهور أبو الفنون أول أمس بمناسبة الافتتاح الرسمي للموسم المسرحي الجديد إلى قاعات العروض في انطلاقة باشرتها وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال من المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، بحضورالمدير العام لذات المسرح محمد يحياوي، وبعض من الشخصيات الفنية.
في كلمتها الافتتاحية أشارت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال إلى دور المسرح في المشهد الثقافي، التي لامست جذوره الضاربة في عمق المجتمعات لاسيما المجتمع الجزائري، ذلك الحس الفني والوجداني المتنامي فكريا وجماليا وإنسانيا، كما عرّجت في كلمتها إلى اهتمام القطاع بانشغالات أسرة المسرح ودرايته بمتطلباتها التي تستدعي المرافقة والتشجيع والتثمين.
وفي ذات السياق جاء في كلمتها، «أن المسرح لا يزال يعنينا منذ فجر الحضارة على اكتشاف ذواتنا وفهم علاقاتنا مع العالم ومع من حولنا والآخرين، واليوم نلتقي عبر عوالمه ليعود بعد فترة التجميد نظرا لجائحة كورونا التي أسدلت فيه الستائر في الجزائر وعبر جميع المسارح في العالم».
كما ترحّمت وزيرة القطاع في كلمتها على نجوم المسرح الذين غيبهم الموت في ظلّ الجائحة العالمية، وقالت في هذا السياق: «غادرتنا أسماء كانت بيننا صانعة للفرجة وعلى فقدانها تفجعنا برحيلها فرحمة الله على أرواحهم».
وفي ذات الصدد، ركزت المتحدثة على أهمية المسرح والإضافة اللافتة التي يقدمها من خلال رسالته الفنية الحضارية، كما جاء على لسانها في هذا الطرح: «أن المسرح بخلاف بقية الفنون قاطبة فإنه يركز بقوة على الإنسان، حيث وجوده في علاقته مع الآخر وبالحياة وعلى أنه إن بثت قدرته على فهم مكنوناته وطبيعته وفي علاقته بالمحيط الذي يتواجد به، وقد كان المسرح أكثر الفنون استخداما للحوار في الوقت الذي انقطعت فيه جميع مجالات الحياة، فمن المؤكد بأن هذه الرغبة باعتماد المسرح على الحوار هي حاجة كل مبدع على الخشبة وكل مشاهد بصالة المسرح».
تابعت وزيرة الثقافة الفنون وفاء شعلال في كلمتها عن علاقة المسرح بأواصر المقاومة وعن دعمه للثورة، حيث نوّهت إلى هذه الحيثية في هذا السياق: «كيف لا يكون ذلك فالمسرح يمثل نموذجا راقيا للحوار التداخل والتلاقي، وبالتالي هو رسالة حب والتأمل وهو مختزل للزمن في لحظة تاريخية لاستشراق ما سيكون عليه المسرح الجزائري مستقبلا، بل أن المسرح يحظى بمكانة خاصة في الذاكرة الجزائرية كونه ارتبط بكلمة الحرية مع نهاية الثورة التحريرية المؤسِسة لمشروع الدولة الوطنية المستقلة والتي رأت النور بعد نضالات من أجل بناء وعي للهوية والشخصية الجزائرية،فكان مساهما إلى جانب الثورة المسلحة في بلورة الوعي الوطني والثقافة الوطنية وتدشين طراز الحداثة للدولة الجزائرية التي تشكلت في مخاض البناء والجمال».
وفي ذات الصدد، تمّ عرض مسرحية «شارع المنافقين» عن نص وإخراج المخرج أحمد رزاق، ومن إنتاج المسرح الوطني محي الدين باشطارزي، شارك فيه كل من حميد عاشوري، كمال زرارة، سميرة صحراوي، نبيلة ابراهيم، محمد بزاحي، عديلة سوالم، محمد الحواس، نسرين بلحاج، ياسين زايدي، مراد أوجيت وفؤاد زاهد، أمتعوا من خلاله الجمهور الذي عاد بقوة إلى أجواء الرسائل الهادفة لشتى الأعمال المسرحية.
جدير بالذكر، أن المخرج أحمد رزاق قدم قبل هذا، العديد من الأعمال المسرحية، كان آخرها عمل موسوم بـ»خاطيني»، «كشرودة»، و»طرشاقة».