دعا مختصّون في علم المناعة والأمراض المعدية إلى تطبيق استعمال الرمز الصحي في الفضاءات والإدارات العمومية لـ “تشجيع” المواطنين على الإقبال على حملة التلقيح، وبالتالي توفير حماية “واسعة” للساكنة وتفادي موجات جديدة للفيروس.
شدّد رئيس المجلس العلمي للمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة (شرق الجزائر العاصمة) والمختص في علم المناعة، البروفيسور كمال جنوحات، على تطبيق استعمال الرمز الصحي لـ “تشجيع وحث المواطنين على الإقبال على التلقيح”، واصفا العملية بـ “الهامة جدا” لكسر سلسلة نقل العدوى، وضمان حماية واسعة لكل افراد المجتمع ومواجهة موجات اصابة بالفيروس في حالة وقوعها مستقبلا.
واعتبر ذات المتحدث تخلي بعض الفئات عن الإجراءات الوقائية بعد تسجيل تراجع في حالات الاصابة “ سلوك إنساني عادي في كل مجتمع”، إلا ان عزوف البعض الآخر عن التلقيح بالرغم من توفير اللقاحات يعتبر سلوكا “غير مسؤول قد يعرض المجتمع إلى موجات أخرى قد تكون أكثر شراسة من سابقتها”.
وبخصوص تراجع حالات الاصابة خلال الأسابيع الأخيرة إلى أقل من 100 حالة يوميا والوفيات إلى أقل من خمس حالات، قال البروفيسور جنوحات أن هذه الوضعية الوبائية “بداية نهاية القضاء على الفيروس” لكن، حسبه، “يبقى الحذر مطلوبا ما دام هذا الأخير لازال منتشرا وسط المجتمع”.
وأوضح بالمناسبة أن جميع الاشخاص الذين تعرضوا للاصابة بكوفيد-19 ولم يلتحقوا بمراكز التلقيح بعد بحجة أن لديهم مناعة كافية بعد التعرض الى الاصابة، يرتكبون “خطأ فادحا” لأن الفيروس، على حد قوله، لم يرحل بعد ولم يتوصل العلماء الى تحديد مدة هذه المناعة لتحصين الشخص ضد الفيروس وعدم تعرضه إلى الاصابة ثانية.
وأكد ذات الأخصائي بأنه حتى بعد التعرض للاصابة والاستفادة من عملية التلقيح، “يبقى ضمان مناعة كافية بنسبة 100 بالمائة على المدى الطويل غير محدد بعد”.
ومن جانب آخر، شدّد على الالتزام بارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي التي تبقى من بين أهم الوسائل الوقائية خاصة وأن المجتمع، كما ذكر، مقبل على موسم البرد وتعرضه للاصابة بانفلونزا الموسمية التي لها نفس أعراض فيروس كورونا “سيعقد من حملة الوقاية والتكفل الطبي سيما لدى الاشخاص غير الملقحين والفئات الهشة”.
وأشار، في سياق متصل، إلى أن تلقيح حتى الآن أزيد من 10 مليون شخص يعد عتبة “بعيدة كل البعد عن هدف 70 بالمائة من الاشخاص المستهدفين في المجتمع”، ما “يدل على استمرار انتشار الفيروس ما دام أنه لازال بيننا”.
ومن جانبه دعا رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، الدكتور محمد يوسفي، إلى وضع استراتيجية جديدة في مجال الإعلام والإتصال لتوسيع وتشجيع عملية التلقيح باشراك المختصين في الميدان ومختلف وسائل الاعلام الوطنية، مشددا على جعل هذه العملية “ملزمة” لا سيما لدى بعض القطاعات ذات التوظيف الواسع والإدارات العمومية التي يقبل عليها المواطنون.
وأكّد أن تطبيق الرمز الصحي “بالمؤسسات العمومية لتشجيع المواطنين الذين لم يستفيدوا بعد من التلقيح على الاقبال على هذه العملية لتخفيض نسبة الاصابة والوفيات”، واصفا التلقيح بالسلوك “الحضاري والثقافي الواقي من الفيروس”.