كشف المخرج السينمائي رابح ديشو المتخصص في إنتاج الأفلام الناطقة بالأمازيغية لـ»الشعب»، أن فيلم «العرس» الذي يعتبر آخر إنتاجه الفني، عبارة عن قصة تاريخية في قالب اجتماعي درامي، تحاكي جانب من شخصية البطلة «لالة فاطمة نسومر» ومواقفها البطولية في محاربة الاستعمار الفرنسي والوقوف في وجه مخططاته الاستدمارية، وهو عبارة عن تكريم خاص للبطلة ومحاولة التعريف بها أكثر لدى الجيل الحالي يقول المخرج..
قصة الفيلم الدرامي الذي ينتظر عرضه خلال شهر رمضان الفضيل، حسب المخرج رابح ديشو، تتناول قصة اجتماعية تبدأ مع حفل الزفاف بالتنقل إلى مدينة تابلاط بالمدية وبالضبط في منطقة «العيساوية» مكان وفاة البطلة لالة فاطمة نسومر، في محاولة لإبراز رمزية المكان وعظمته، ثم تتحول الأحداث سريعا بعد تعرض الموكب لحادث مرور واكتشاف المخدرات في إحدى المركبات من قبل الشرطة، واتهام مجموعة من الأشخاص الأبرياء وتهديدهم بالسجن، لكن قدسية مكان وفاة البطلة وروحها يحاولان عن طريق صوتها الترحيب بالضيوف وحمايتهم واستذكار رحلتها من منطقة «ورجة» بجرجرة رفقة القائد العسكري بوبغلة و22 شخصا آخرا، قدموا من جرجرة مرورا بعرش بني عيشة بالثنية وصولا إلى مدينة تابلاط لمحاربة الجيش الفرنسي، لكنها وقعت في قبضة الاستعمار الفرنسي، وتحويلها إلى منطقة العيساوية إلى غاية وفاتها بعد ستة سنوات..
وعن مغزى الفيلم ورسائله إلى المشاهد، أكد المخرج رابح ديشو أن فيلم العرس الاجتماعي يحمل في أبعاده جملة من الرسائل، أبرزها ضرورة الاهتمام أكثر بالشخصيات الوطنية والرموز التاريخية التي ساهمت في دحر الاستعمار الفرنسي وتحرير الجزائر، والتعريف بها لدى الجيل الحالي، ثم المحافظة على مكاسب الاستقلال التي ينعم بها الشعب الجزائري وهذا يظهر في إحدى مشاهد الفيلم يقول المخرج بصوت البطلة لالة فاطمة نسومر التي تقول لضيوفها.. «ما زالنا جزائريين، ما زالنا أحرار..» وغيرها من الرسائل الأخرى التي يحملها الفيلم.
وفي سؤال عن المشاريع المستقبلية للمخرج خاصة منها الأفلام ذات الطابع التاريخي التي تحاول تناول جزء من تاريخ الجزائر والمنطقة بالخصوص، كشف المخرج رابح ديشو عن مشروع إنجاز فيلم تاريخي يروي جانبا من حياة وبطولة الشهيد سي مصطفى، الذي تأخذ حاليا بلدية سي مصطفى ببومرداس اسمه، لكنه يبقى حاليا مجرد فكرة بالنظر إلى غياب الدعم الكافي لتجسيد الفيلم، إضافة إلى مشروع فيلم ثاني يحمل عنوان»الانقطاع» وهو عبارة عن فيلم تاريخي يتناول قصة عرس بأحداث لم تكتمل وقعت خلال الفترة الاستعمارية بمنطقة تيمزريت نتيجة التدخل العنيف لعساكر المستعمر وحدث ما حدث من اعتداءات همجية على السكان والعروس، وهو الآخر يبقى مجرد نص سيناريو لدى لجنة القراءة والانتقاء بكل من وزارة الثقافة والمجاهدين، في انتظار إعطاء الموافقة على المشروع والانطلاق في عملية التصوير حسب قوله.
يذكر أن مؤسسة الإنتاج التي ينشط فيها المخرج المتواجد مقرها ببلدية بني عمران، قد قامت منذ تأسيسها بإنتاج تسعة أفلام ناطقة بالأمازيغية مع تكريم عدة ممثلين بجوائز وطنية خاصة فيلمي «الحقيقة المخفية» و»مفتاح الحياة».