فقدت الجزائر أحد شهود العصر على مرحلة الحركة الوطنية والثورة التحريرية، ألا وهو المجاهد محمد مشاطي، هذا ما أكده الدكتور محمد لحسن زغيدي، مضيفا في حديث لجريدة «الشعب» أن هذه الشخصية التاريخية عاشت محطات أساسية في الحركة الوطنية أولها في ولاية قسنطينة التي كانت عاصمة قيادة الحركة في الشرق الجزائري، بقيادة ديدوش مراد ومحمد بوضياف.
وأضاف د. زغيدي: محمد مشاطي لمحطة الجزائر العاصمة التي هي مجمع لمّ شمل الوطنيين، وفيها اتخذت القرارات الحاسمة، وأيضا مرحلة باريس حيث ناضل، خلال المراحل الأولى للحركة الوطنية.
اعتبر لحسن أزغيدي الفقيد مشاطي معلما من معالم التحضير للثورة، حيث كان عضوا في مجموعة 22 التي قررت تفجير الثورة والدخول في التحضيرات النهائية للكفاح المسلح، ومنها انبثقت القيادة الخماسية والسداسية، مؤكدا أن مشاطي هو أحد أرقام مجموعة 22 الحاضرين والشاهدين على الاجتماع، تحضيرا وقرارا وما بعده.
وأبرز محدثنا في هذا السياق، تمسك الفقيد المجاهد بالكفاح المسلح من أجل تحرير الوطن قائلا، إن «مشاطي لم يتخلّ عن دوره بعد اندلاع الثورة، فبعد عودته من المهجر أصبح من المسؤولين بالعاصمة أين ألقي عليه القبض وعاش مرارة السجن»، واصفا الفقيد بـ«الرجل النموذجي في التعامل مع قوة العدو الذي قاومه وهو مناضل، ومسؤولا في الداخل وفي المهجر وفي السجن».
وواصل الدكتور زغيدي، أن الجزائر فقدت رقما من العدد الصحيح لمجموعة 22، أملا في دوام الصحة لبقية المجاهدين الذين ما يزالون على قيد الحياة لإعطاء شهاداتهم للأجيال، كي يبقى التواصل بين جيل نوفمبر وشباب اليوم وتلقن رسالة الشهداء. وبحسبه، فإن حضور جنازة هذا الرجل القامة التاريخية يعد حدثا تاريخيا عظيما، لاسيما وأن الجزائر تحيي الذكرى 52 لعيدي الاستقلال والشباب، وقريبا الذكرى 80 لرفع العلم الوطني في 5 أوت، وكذا الذكرى 60 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954.