أثارت خطّة عمل انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية ارتياحا كبيرا في المشهد السياسي الليبي. وألقت الخطوة بثقلها على مسألة ضمان اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبارها صمام أمان لمواصلة التحضير للانتخابات الرئاسية في ظل مؤشرات ايجابية على تنظيمها في موعدها المحدد.
اعتبر النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله حسين اللاّفي، أنّ إنجاز اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لخطة العمل وما تتضمّنه من ترتيبات لضمان وقف إطلاق النار، وانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب، هو تتويج للعمل المتواصل والدؤوب للمجلس الرئاسي، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، ويعزّز الأمل لدينا أننا نمضي في الطريق الصحيح.
وعقب الإعلان عن الخطة الهامة في المشهد الليبي نظرا لأهمية التوقيت،أعرب اللافي في منشور على صفحته الشخصية على شبكة «فيسبوك» عن أمله في أن تتزامن هذه الخطة الهامة مع تقدم مماثل في المسارات المختلفة نحو إنجاز الاستحقاقات الوطنية، المتمثّلة بالانتخابات في موعدها المحدد.
وثمّن «اللافي» جهود وعمل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) منذ تشكيلها، واصفا إياه بالعمل الوطني الكبير الذي أسهم ليس فقط في الدفع بالعملية العسكرية والأمنية بل بالعملية السياسية، وهو عمل وجهد يستحق الإشادة.
وتفاعل الشارع الليبي مع خطوة اللجنة المشتركة وعبر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بأهمية المبادرة كونها أولوية المطالب الشعبية منذ سنوات لأنها تسمح بتهيئة مناخ مناسب وإيجابي لمواصلة عملية السلام التي بدأت تؤتي أكلها في ظل التقارب بين الأطراف الرئيسية الفاعلة في ليبيا لاسيما الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان المجلس الرئاسي الليبي رحب بتوقيع خطة عمل انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية تدريجياً، وفي وقت متزامن. ونشر المجلس الرئاسي بيانا قال فيه «إنّ هذا الحدث المهم، الذي جاء في وقت حسّاس جداً، هو انعكاس حقيقي لرغبة الشعب الليبي العظيم في إعادة السلام والسيادة الوطنية، وصولاً لتوحيد المؤسسة العسكرية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة تحظى بإجماع وقبول كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية».
وأكّد المجلس التزامه بالعمل مع جميع الأطراف، على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020، وتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن بالخصوص، وأيضاً توصيات مؤتمر برلين. ودعا كل الشركاء الدوليين المعنيين بالأزمة الليبية، بما في ذلك دول الجوار إلى التعامل بإيجابية ومسئولية من خلال دعمهم، ومساندتهم، وتعاونهم في تنفيذ الآلية التي اعتمدتها اللجنة العسكرية المشتركة برعاية بعثة الأمم المتحدة.
من جهتها، رحّبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بتوقيع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5″، خطة عمل شاملة لسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا وبشكل تدريجي، وثمّنت اللجنة في بيان لها، أمس، جهود اللجنة العسكرية، في تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار منذ توقيعه في أكتوبر الماضي.