تقوم السلطات الولائية في البليدة منذ أيام بالتحضير لعملية تشجير واسعة تحت شعار “نغرسها، نكبرها” لأجل تجديد المساحات الغابية التي طالتها الحرائق في السنوات القليلة الماضية.
عقدت محافظة الغابات لولاية البليدة جلسات عمل مع رؤساء مقاطعاتها والغرفة الفلاحية، ومديرية البيئة والشركة العمومية الولائية “متيجة حدائق” وبعض الجمعيات الناشطة في المجال البيئي.
كما نظّمت مديرية البيئة اجتماعا تنسيقيا مع الأطراف المعنية بهدف تأهيل الأماكن التي مستها الحرائق، وذلك بإمضاء اتفاقيات بين محافظة الغابات والجمعيات التي تريد المشاركة في عملية التشجير، على غرار جمعية أصدقاء الشريعة، جمعية النوادي الخضراء في المؤسسات الشبانية، جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود.
وكانت محافظة الغابات قد نظّمت يوميا تكوينيا لفائدة النشطاء الجمعويّين والمتطوّعين الراغبين في إنجاح عملية التشجير، تلتها اتفاقيات تسمح للجمعيات بالمشاركة في العملية، ويتعلق الأمر بجمعيات قدماء الكشافة الإسلامية، الجمعية الولائية لحماية البيئة من مخاطر التكنولوجيا Green Tech، جمعية الشباب لحماية البيئة الأربعاء، جمعية الصيد البري حمام ملوان، جمعية الصيد بالأربعاء، جمعية الصيد وحماية البيئة مفتاح، جمعية الصيد برج الأمير عين الرمانة، جمعية المرأة الريفية.
وعرفت البليدة على غيرها من الولايات حدوث 34 حريقا خلال فترة الصيف المنقضي، حيث بلغت المساحة المحروقة ما يقارب 555 هكتار، بحسب ما بلغنا من محافظة الغابات للولاية، ومست مختلف التكوينات الغابية، سواء الأدغال، الأحراش، والحقول والبساتين والأشجار المثمرة.
وقدّمت الولاية تعويضات للفلاحيين ولمربي المواشي التي ألحقت بهم الحرائق أضرارا أدت إلى نفوق مواشيهم وتلف أشجارهم، مع العلم أن المنطقة تعرف كل صيف اندلاع حرائق سواء أكانت طبيعية أو فعلا إجراميا، كما حدث في ولاية تيزي وزو مؤخرا. وفي هذا الصدد، علمنا أن مصالح الدرك الوطني أوقفت شخصا تورط في حرق الغابة في بلدية حمام ملوان، وتم إيداعه في سجن القليعة بعد مثوله أمام محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة.
ويقوم أعوان محافظة الغابات منذ أيام بتنقية المساحات المحروقة، والتي يمكن بيع بعض أشجارها الهالكة عن طريق المزاد العلني، مع العلم أن عملية التشجير تكون غالبا في المناطق الغابية التي لم تعرف تجددا طبيعيا، والتي تم حرقها قبل سنة أو أكثر، مع إمكانية تشجير مساحات من التي هلكت حديثا خلال الصيف المنقضي.
وتنطلق عملية التشجير في 25 أكتوبر الجاري بمناسبة اليوم الوطني للشجرة، وتمتد حتى 21 مارس المقبل، وتتخللها حملات تشجير بمناسبة اليوم العالمي للجبال في 11 ديسمبر، اليوم العالمي للمناطق الرطبة في 2 فيفري واليوم العالمي للتنوع البيولوجي في 22 ماي.