أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بوهران، أنّ “التصريحات الفرنسية الأخيرة لا تضرنا في شيء ونحن على يقين أنّ تاريخنا الوطني هو الرصيد الذي يفتخر به كل الجزائريين ونحن أقوياء بتاريخنا وبصمودنا”.
قال الوزير في الفضاء الخاص “الجزائر أمة” الذي بثته إذاعة وهران الجهوية “إنّ الثورة الجزائرية ببعدها الوطني والدولي ثورة فريدة من نوعها، ونحن لا نستغرب كثيرا من هؤلاء المضللين ودعاوى التشكيك والتحريف والتزوير للتاريخ الوطني وما تم تداوله مؤخرا من كلام يراد به التضليل والمساس بهويتنا الوطنية “.
وأضاف ربيقة أنّ “هذه التصريحات لابد أن نواجهها بحكمة وحنكة (...) وأعتقد أنها نتيجة إفرازات داخل المجتمع الفرنسي” و«نحن لا نتفاعل معها بهذه الكيفية وإنما بعقلانية”.
وأكد الوزير “إننا نركز على تدريس تاريخ وطننا للشباب لنحميه فكريا ولكي نحافظ على تاريخنا” مشيرا إلى أنّ “تفاعل الشباب مع موضوع التصريحات والتكالب على التاريخ الجزائري كان جدّ رائع وأبان عن وعي منقطع النظير، وهذا يشجعنا على مواصلة العمل الذي نهدف من خلاله إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية”.
مراجعة قانون المجاهد والشهيد
يرى وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أنّ “قانون الشهيد والمجاهد يحتاج إلى مراجعة بعض الأحكام الخاصة بجانب الذاكرة الوطنية”.
قال الوزير في تصريح صحفي، الخميس، على هامش أشغال أول ملتقى وطني جهوي وتقييمي لنشاط قطاع المجاهدين وذوي الحقوق نظم بوهران، إن “الذاكرة الوطنية تحتاج إلى دعم لصيانتها، وذلك من خلال إعادة النظر في بعض الأحكام الواردة في القانون 07/99 حتى تحظى بعض العناصر المتعلقة بالذاكرة الوطنية بالأهمية اللازمة”.
وأضاف أنّ من بين النصوص القانونية المطروحة، مراجعة القانون المتضمن إحياء الأيام والأعياد الوطنية وإعادة النظر في النص الخاص بتحديدها والنص الخاص بجائزة أول نوفمبر، مشيرا أنه تم تنصيب رسميا لجنة تعمل في هذا الإطار وأنّ أغلب النصوص جاهزة وستبرمج بالأمانة العامة للحكومة وتدرس “تباعا”.
وردا على سؤال حول التصريحات الفرنسية الأخيرة، قال السيد ربيقة “نحن الجزائريون نحترم تاريخنا ونعمل على أن يحظى بما يجب أن يكون، ولن يكون هناك أيّ تأثير بالتصريحات التي جاءت من هنا وهناك وكل ما قيل هو مردود عليه”، وأضاف: “سنواصل العمل على صيانة الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها وتبليغها للأجيال الناشئة”.
وأكد الوزير لدى إشرافه على افتتاح الملتقى المنظم، بمقر الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، أنّ “الجزائر القوية برجالها ومؤسساتها سيتواصل بناؤها، انطلاقا من رؤية مبتكرة وروح واعدة متميّزين بالحداثة والذكاء أساسها تفعيل طرق جديدة للحكامة، مبيّنة على شفافية النشاط العام وتحسين أداء المرافق العمومية والعمل على رفع النمو الاقتصادي”.
وسجل أنّ اللقاء الذي حضره مدراء المجاهدين وذوي الحقوق لولايات الغرب والجنوب الغربي للبلاد يتزامن مع بداية تنفيذ مخطط عمل الحكومة، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الذي “يروم إلى تشييد صرح الجزائر الجديدة والذي يعود موروثها العريق إلى أكثر من مليونين وأربع مائة ألف سنة من الوجود”، كما جاء في كلمة السيد ربيقة.
وأشار أنّ اللقاء جاء بعد لقاءات متعدّدة على المستوى المركزي تتعلق بآفاق تجديد وتطوير القطاع الوزاري تضمّنت نقاشات “ثرية” منها مجال الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتثمينها التي احتلت حيّزا كبيرا في هذه النقاشات.
وفي هذا الصدد، قال الوزير إنّ “الدولة وفرت كل الشروط للحفاظ على كرامة المجاهدين وكبار معطوبي ثورة التحرير الوطني وذوي الحقوق” داعيا إلى مضاعفة المجهودات لمرافقة هذه الفئة نفسيا والاعتناء بهم والوقوف إلى جانبهم بزياراتهم باستمرار في مقر سكناهم.
منصة رقمية للتاريخ الوطني في نوفمبر
أعلن وزير المجاهدين وذوي الحقوق، بوهران، أنّه سيتم العمل، في نوفمبر القادم، بالمنصة الرقمية حول التاريخ الوطني للجزائر، التي تحتوي على المادة التاريخية من 1830 إلى غاية 1962 وتزخر بالكثير من البرامج الموجهة للشباب للحفاظ على الذاكرة الوطنية”.
وفي إطار استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، قال السيد ربيقة أنه تم الاتفاق مع المؤسسات الصغيرة والناشئة لإنتاج العديد من الأشرطة الوثائقية المتخصصة حول التاريخ الوطني مبرزا أنّ “ الدولة وفرت كل الإمكانيات للحفاظ على الذاكرة، من خلال تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين”.
وقد وصل عدد هذه الشهادات إلى زهاء 36 ألف شهادة حية، أيّ ما يقارب 28 ألف ساعة تسجيل من مختلف المناطق، فضلا عن جهود مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الوطنيين اللذين يقومان بعمل جبار للحفاظ على الذاكرة الوطنية، حسبما ذكره الوزير.
وفي ذات السياق، أبرز أنّ وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ستعقد ملتقى وطنيا لدراسة موضوع الشهادات الحيّة المسجلة في الوسائط والعمل على تصنيفها لإنجاز قاعدة بيانات متخصّصة ستصبح مادة للدارسين والباحثين في التاريخ الوطني.
وفي مجال التعاون مع مخابر البحث الجامعية، تسعى الوزارة، في الأيام القليلة القادمة، إلى تنظيم أول ملتقى وطني لتدريس وتعليم التاريخ الوطني، سيتناول بالدراسة مختلف المواضيع المتصلة بواقع تدريس التاريخ الوطني في الجزائر، حيث يتم التحضير للقاء من طرف أساتذة متخصّصين سيشرفون على تحديد المحاور والخروج بالتوصيات والعمل على تجسيدها.