قام الدكتور محمود محمدي، سفير مفوض فوق العادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، أمس، بزيارة مجاملة إلى جريدة «الشعب»، مستعرضا العلاقات بين البلدين ودور الإعلام فيها باعتباره مكملا للسياسة مرافقا لها في عالم القرية الذي كسر الحواجز الجغرافية وقرب المسافات والأبعاد.
وذكر السفير الإيراني الذي كانت له محادثة مع الرئيسة المديرة العامة لـ «الشعب»، السيدة أمينة دباش، بأن زيارته إلى أم الجرائد الجزائرية تقررت في إطار الذكرى الـ50 العلاقات الجزائرية ـ الإيرانية واحتفال بعيد استقلال الجزائر والتهنئة بأداء الفريق الوطني المشرف في مونديال البرازيل، الذي احتل حيزا غير مسبوق في الصحافة منها «الشعب» التي يتابعها الدكتور محمود محمدي دوما ويثني على اعتدالها وموضوعيتها في نقل المعلومة وتغطية الأحداث بعيدا عن الإثارة والتهويل.
وفي سرده للعلاقات بين الجزائر وإيران التي ظلت تحتفظ بقوتها وحركيتها، نوه السفير محمدى بجهود رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في تطوير وترقية التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية الثنائية.
وقال السفير ان هذا الأمر ترسخ في الميدان منذ قمة الألفية واللقاء التاريخي بين الرئيسين بوتفليقة وخاتمي بنيويورك على هامش الدورة الاممية بنيويورك ودورهما في بعث رسالة التقارب والتآزر بين البلدين معطيات للعلاقات الثنائية طابع التمايز والمرجعية.
وذكر السفير محمدي الذي نوه بدور الجزائر الإقليمي والدولي ووساطتها في تسوية مختلف الأزمات مفضلة الخيار السياسي على العسكري المولد في غالب الأحيان مضاعفات وانعكاسات خطيرة. وقال الدكتور محمدي ان هذه المقاربة الجزائرية لتسوية الأزمات وعرض مقترحات حلول لمشاكل معقدة التي يحرص عليها الرئيس بوتفليقة وحظيت بثقة الدول ونالت مصداقيتها.
«بوتفليقة شخصية نقدرها في إيران ونعتبرها عامل أساسي لتطوير العلاقات بين الجزائر وايران. واستقلال الجزائر نبراس لكل الدول التواقة للحرية والانعتاق منها طهران. والظهور الجيد للفريق الجزائري كان مفخرة المسلمين في كل مكان إلى درجة اننا قمنا بمناصرته أكثر من فريقنا الذي لم يلعب جيدا». هكذا اختصر الدكتور محمدي كلمته المختصرة مؤكدا ان دور الجزائر الاقليمي والدولي مطلوب من كل الدول باختلاف توجهاتها ومشاربها. وهو دور ولدته الثورة التحريرية التي تناصر حركات التحرر وتساندها في معركة استعادة الحق المهضوم والوطن المحتل.
من جهتها أعطت السيدة أمينة دباش لضيف «الشعب» نبذة عن أم الجرائد مشددة على قاعدة الموضوعية والنزاهة في عملها الاعلامي ورفضها الانسياق وراء التهويل والتضخيم قائلة ان هذا الخط الافتتاحي الذي يسير عليه العنوان ولد له مصداقية .
وذكرت السيدة أمينة دباش ان الجزائريين لن ينسوا أبدا من يتقاسم معهم نشوة الاحتفال بعيد الاستقلال وفوز الفريق الوطني في أكبر تظاهرة رياضية ببلاد الصامبا. ومنهم إيران صاحبة حضارة عريقة وعزيمة سياسية كسرت الحصار وأظهرت انها قوة اقليمية يحسب لها الحساب.