شدّد مختصون في طب الأورام، أمس بالجزائر العاصمة، على التشخيص المبكر لسرطان الثدي الذي قد يساعد تماثل 9 مصابات من بين 10 إلى الشفاء، إلى جانب التخفيض من نسبة الوفيات.
أكد البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بتيبازة، بمناسبة تنظيم يوم تكويني لفائدة الصحفيين حول تحسيس وتوعية المواطنين ضد سرطان الثدي، بمناسبة إحياء شهر أكتوبر الوردي، أنّ تشجيع التشخيص المبكر لسرطان الثدي في المجتمع سيساعد على «تماثل 9 مصابات من بين 10 للشفاء إذا تم التكفل بهن جيدا، ممّا سيخفض من نسبة الوفيات لدى هذه الفئة».
وأوضح ذات المختص، لدى عرضه للوضعية الوبائية، استنادا إلى السجل الوطني للسرطان، أنّ امرأة واحدة من بين ثماني نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي بالجزائر طوال حياتها، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل بعضها جينية وهرمونية وأخرى بيئية كالتلوث والبدانة وقلة الحركة والتغذية غير السليمة واستهلاك الكحول والتبغ.
وثمّن، من جهة أخرى، عملية إطلاق السجل الوطني لمكافحة السرطان، الذي سياهم -حسبه- في التخطيط وترشيد وتقييم العلاج، إلى جانب مساعدة أصحاب القرار في تحسين التكفل بالمصابين بكل مناطق الوطن.
وأشارت بدورها الدكتورة لمياء قارة من مركز مكافحة السرطان لولاية سطيف، إلى أنّ سرطان الثدي يمثل 55 حالة إصابة لكل 100 ألف ساكن في الجزائر ويظهر في غالب الأحيان لدى الفئة العمرية أقل من 40 سنة، كما يعرف هذا النوع من السرطان ارتفاعا كبيرا «حيث يتصدر كل أنواع السرطان المنتشرة في المجتمع بتسجيل أزيد من 14 ألف حالة جديدة سنويا، وذلك استنادا إلى سجل السرطان للمعهد الوطني للصحة العمومية.
وأوضحت ذات المتحدثة أنه بالرغم من الحملات التي تقوم بها السلطات العمومية والبرامج الوقائية، لازالت نسبة 65 بالمائة من المصابات تصل إلى العلاج في حالة متقدمة جدا للمرض، مشددة على ضرورة تعزيز حملات التوعية والتحسيس للتشخيص المبكر للداء.
وشدّدت الدكتورة أمينة عبد الوهاب، مختصة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في هذا المجال بيار وماري كوري بالعاصمة، على الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في مجال التوعية والتحسيس ضد هذا الداء، مشيرة إلى توقعات المعهد الوطني للصحة العمومية التي تفيد بانتقال عدد الحالات من 14 ألف خلال سنة 2020 إلى 18 ألف حالة جديدة خلال سنة 2025.