أعلنت إيران أنها تتوقّع استئناف المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي قبل مطلع الشهر المقبل، بينما كشف مسؤول أميركي عن فحوى رسالة من واشنطن حول التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
قالت إيران، إنها تتطلّع لاستئناف المفاوضات النووية مع القوى العظمى قبل مطلع الشهر المقبل، بغية إحياء الاتفاق النووي.
وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بأن استئناف المفاوضات لن يتأخر أكثر من 90 يوما، اعتبارا من تاريخ تولي الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه في 3 أوت، أي قبل مطلع نوفمبر المقبل.
ويعني بالإشارة إلى 90 يوما، المهلة الفاصلة بين تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في 20 جانفي، وبدء المفاوضات حول النووي الإيراني في 15 أفريل في فيينا.
وأضاف خطيب زاده، «لا أظن أننا سنحتاج إلى المهلة نفسها التي احتاجتها حكومة بايدن للمجيء إلى (مفاوضات) فيينا. لا أظن أن (عودة المفاوضين الإيرانيين) ستحتاج إلى 90 يوما اعتبارا من تولي رئيسي منصبه».
بدوره، قال المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي إن «العودة الكاملة والمتبادلة لخطة العمل المشتركة الشاملة ستدعم الجهود الإقليمية للحوار»، معبرا عن أمله في أن «يساهم الحوار في تهدئة التوترات ومعالجة المخاوف الإقليمية الطويلة الأمد».
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين ترفض طلب طهران أن تفرج الولايات المتحدة عن أصول إيرانية مجمدة، كشرط لاستئناف المحادثات النووية. وقال متحدث باسم الوزارة «لا يمكن لإيران وضع أي شروط أخرى لاستئناف المحادثات». وتابع «ندعو إيران لاستئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن»، مضيفا أنه يتوقع موافقة على موعد محدّد.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان طالب واشنطن بالإفراج عن أصول بقيمة 10 مليارات دولار، كبادرة على حسن النية.
وتتزامن هذه التطورات مع إعلان رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإيراني مصطفى نخعي أن مفاعل أراك النووي الذي توقف عن العمل بموجب اتفاق فيينا الموقع في 2015، سيعاد تشغيله لأغراض البحث.
وفي وقت سابق، قال نخعي إن المفاعل «آي آر-20″ في أراك سيبدأ العمل في العام الإيراني المقبل».
وتوصلت إيران و6 قوى كبرى (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا) إلى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع الكثير من العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مضامين الاتفاق باتت في حكم الملغاة مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه عام 2018، في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، تراجعت طهران -بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي- تدريجيا عن تنفيذ عدد من التزاماتها الأساسية.
وأجرت الأطراف المعنية 6 جولات من المباحثات بين أفريل وجوان، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.