نددت أكاديمية الشباب الجزائري بالتدخل الفرنسي السافر في الشأن الداخلي للجزائر من طرف الرئيس الفرنسي وتصريحاته الاستفزازية، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للسيادة الجزائرية وتحديا للإرادة الشعبية وخرقاً لكل الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في العلاقات الدولية.
أوضحت أكاديمية الشباب الجزائري في بيان لها، تلقت «الشعب» نسخة منه، أن المسؤولين الفرنسيين تعودوا دائما التدخل بشكل مباشر في الشأن الداخلي للجزائر، والعمل بكل ما في وسعهم من أجل إدخال بلادنا في حالة الفوضى واللاّأمن والعمل على إسقاط المؤسسات الوطنية.
ووصفت الأكاديمية، تصريحات الرئيس الفرنسي بالتصرف الصبياني حيال الجزائر شعبا وحكومة وأرضا وتاريخا، داعية إلى ضرورة التعامل مع السلطات الفرنسية بحزم ووضعها عند حدها، مثمنة في الوقت نفسه كل المواقف التي أصدرتها بلادنا أو ستصدرها مستقبلاً في هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، طالب ذات المصدر المجتمع المدني بمفكريه ومؤرخيه وباحثيه وعلمائه ومجاهديه وبحركته الجمعوية والسياسية والإعلامية، بفتح جرائم المستعمر بطرق علمية وموضوعية، بعيدا عن المهاترات والعواطف وبعيداً عن الشطط والتنظير، وفتح هذا الملف ليس لإثبات الجريمة على الجاني، ﻷنها ثابتة عليه، ولكن من أجل الإحاطة الدقيقة والشاملة والموثقة لهذه الجرائم الشنعاء وطرحها أمام الرأي العام الوطني والدولي تحديدا، كي ننصف شهداءنا وننصف شعبنا وننصف الحقيقة الإنسانية.
ودعت الأكاديمية إلى الوعي وإدراك مغزى هذه المناورات التي تستهدف تمجيد تاريخ الدولة الفرنسية وتستهدف تبرئة ساحتها في كل مراحل احتلالها للجزائر من جرائم التعذيب والإبادة الجماعية وهتك الأعراض وتخريب الممتلكات وتحريف القيم وتشويه المعالم الحضارية والإساءة للمقدسات، وهي قضايا تحرمها الشرائع السماوية وتدينها الأخلاق والأعراف والقوانين الدولية على حد سواء.
وأشارت أكاديمية الشباب الجزائري، أن الجميع يعلم أن السيناريو الفرنسي واضح وجلي ولا يحتاج إلى تلميح ولا إلى تورية، مؤكدة أن الجزائريين اليوم، أمام خندقين لا ثالث لهما، إما التخندق في جبهة الدفاع عن الوطن بنفس المعنويات والتصميم والإرادة التي كانت إبان ثورة التحرير، وإما الانصياع لإرادة العدو والسير في ركابه، والتخندق في جبهته، ومن ثمة خيانة الشعب وذاكرة الشهداء.