طباعة هذه الصفحة

أحمد حمادي في حوار مع «الشعب»:

«عازفة العذاب» ثمرة مجهود يبحث عن ذاته المفقودة

حاوره: نور الدين لعراجي

الكتابة مصدر الهام لا ينضب

على حاملي القلم عدم الاستسلام وأن يكونوا قلبا واحدا ينادي بعالمية الأدب الجزائري

* يخوض الأديب القاص أحمد حمادي تجربة الكتابة القصصية ليترك بصماته على هذا النوع من الأجناس الأدبية ويبدع في القصة القصيرة من بابها الواسع ويجيد مداعبة الحرف على وقع الحبكة والعقدة.
ويلج المكتبة الوطنية بمجموعة قصصية «عازفة العذاب» ثمار جهد إبداعي رأى القاص المبدع حمادي فيه ثمرة تجربته البسيطة وهاهو يفتح صدره لـ «الشعب»
في هذا الحوار بعد أول إصدار له وهو الذي اختار فضاء إبداعيا لم يكن ينتظره.

- الشعب: «عازفة العذاب» عنوان مثير جدا جمع بين العزف الذي يعني المتعة والعذاب الذي يعني الألم كيف تم اختيار العنوان؟
أحمد حمادي: المطالع لـ»عازفة العذاب» حتماً سيلاقي المتعة الخالصة ولكن هذا لن يمنعه -قطعاً- من مصادفة مطبات الألم، الكتاب يعكس حياة أعيشها، نعيشها، في الحقيقة كان للناشر كلمته في اختيار اسم العمل وقد استقاه من عنوان لقصة مؤثرّة ضمن المجموعة القصصية التي يحويها الكتاب، قصة فيها عزف حاد، مؤلم.»عازفة العذاب» عبارة عن 16 قصة قصيرة تحكي البعد النفسي، الإنساني، الاجتماعي وكذا الجوانب الشاعرية لبني البشر، «عازفة العذاب» أجواء مختلفة تحت لوحة سماء واحدة.
- هذا أول إصدار لكم كيف تم اختيار دار نشر عربية؟
* رحلة بحثي عن دور نشر جيّدة لكتابي «عازفة العذاب» لم تكن طويلة البتّة. أقدار الله سبحانه وتعالى رمتني على تخوم  دار أكد البريطانية العراقية وهي مؤسسة نشر معروفة وجدت منها -ومنذ الوهلة الأولى- حماسة لطبع كتابي ممّا شجّعني على التعامل معها دوناً عن دور النشر العربية الأخرى. ما أحب الإشارة إليه -حسب تجربتي القصيرة - هو أنّ جولة البحث عن ناشر ليست بالصعوبة التي كنت أتوقّعها، على الأقل في مصر  وجود عمل جيّد يعني حتماً موافقة مبدئية للطبع والنشر والتوزيع..
- أحمد أستاذ لغة إنجليزية ويهتم بالكتابة الأدبية بالعربية كيف وجدتم هذا التجاوب؟
* أحمد فعلا من خريجي المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة دفعة 2009  تخصص أدب إنجليزي، في الحقيقة يظن الكثيرون أن دارسي اللغة والأدب الغربي بعيدون كل البعد عن الحرف العربي الفصيح، وهذا خطأ، أنا واللغة العربية صديقان.. تمكنّي من النطق والكتابة بكلمات العجم لا يعني أبدا وجود قصور طبيعي في أدبيتي العربية، صحيح أنّ مشوراي في الكتابة القصصية والروائية لم يكن إلاّ منذ سنوات قليلة تعد على الأصابع ولكن شغفي بالقلم وبالكتابة بالفصحى كان طاغٍ اختصر سنوات كثيرة من النضج الأدبي..احترام القارئ، الإيمان بما نكتب والإحساس القوي بكلّ ما نخطه على الورق كفيل بجعل الحرف صادقا، مؤثرا وناجحا.
- أحمد حمادي قليل الحضور في المشهد الأدبي لكن «عازفة العذاب» أدخلته لعالم اأدب من القاهرة هل هو اختيار أم سعي وراء الشهرة؟
* صراحة، كنت أنوي من البدء النشر في دول المشرق أو الخليج. فكرة النشر في الخارج تملّكتني منذ الوهلة الأولى التي اكتشفت فيها أنّي أملك مخيلة، قدرة على الكتابة، اخترت الانطلاقة من القاهرة ثمّ دخول المشهد الأدب الجزائري لأنّ المقروئية هناك عالية وهذا ما يضمن لي ـ وبشكل سريع ـ صنع اسم.
ولكن ـ طبعاًـ لن أبخل على بلدي وأبناء بلدي بما كتبتْ وأكتب، سأحاول قدر الإمكان توزيع عملي في الجزائر ولمَ لا التعاقد مع دار وطنية في المستقبل القريب.
المشاركة في المعارض الجزائرية للكتاب هدفي التالي، أود أن يعرف القارئ الجزائري إسمي ويتعرّف على أعمالي، يشرّفني بنقده.. وفوق كلّ هذا، أن يجد فيما كتبت المتعة.
- المجموعة تباع بالمكتبات المصرية وهي شاركت بمعرض الكتاب الدولي لكنها غائبة في الجزائر أين يكمن السبب؟
* فعلا المجموعة القصصية الآن في العديد من مكتبات القاهرة المعروفة وقد شاركتْ مؤخراً في معرض دبي الدولي للكتاب لكنّها غائبة عن أراضي الوطن الحبيب بسسب تأخر وصول 150 نسخة منها إلى الجزائر لأسباب مجهولة. الصراحة لا أدري لمَ يصلني الطرد الذي يحوي الكتب إلى الآن رغم مرور شهر ونصف على إرسال دار أكد النسخ لي، صدقاً، لا أدري أين هي كتبي ! وأتوجّه بالسؤال إلى الجهات المسؤولة علّني أعثر لي على إجابة بعد كلّ هذا الانتظار..
- عادة مايكون أول إصدارات المبدع مجازفة هل تعتقدون أنكم أضفتم بهذا العمل جديدا لأدب الشباب؟
* أعتقد ذلك، «عازفة العذاب» تحمل تنوّعا قصصيا مُلفت للنظر وعمقا سيلاحظه كلّ مطالع للعمل. طرح جدّي لمشاكل إنسانية في قالب أدبي يحمل الكثير من الرقي، هو عمل كاتب شاب موجّه لفئة الشباب وكذا جميع الفئات العمرية.
«عازفة العذاب» جزء من حكاية إنسان بكلّ ما يحمله من مخاوف، هموم، طموحات وانكسارات. بكلّ ما يشغل تفكيره عن ماضيه، حاضره وما سيحمله غده.. هو ببساطة ما أثّر بأحمد حمادي وجعله يخرج عن الصمت ليتكلم بلسان من عجز عن التعبير عمّا يخالجه أو التصريح بما يداخله، قد تكون المضامين معروفة ولكن الأسلوب وطريقة السرد هي ما تخلق الفارق.. في النهاية.
- كلمة ختامية
* أشكركم جزيل الشكر «الشعب» على منحي هذه الفرصة، شكراً لكم أخي نورالدين.. أرجو أن يصل الكتاب أرض الوطن الحبيب وأن يشغل رفوف مكتباته.. وأن يجد القارئ فيه ( بعضاً نفسه).
الكتابة نعمة من الله سبحانه وتعالى، أمانة غالية ومصدر إلهام لا ينضب، أرجو من كل حاملي القلم في الجزائر ألا يستسلموا في محاولاتهم النشر ، أن يسعووا دائما للوصول بحروفهم لقلوب القراء وأن يكونوا يداً واحدة، قلبا واحداً ينادي بعالمية الأدب الجزائري.