50 بالمائة من الإصابات تمس فئة الأطفال
كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال فورار، أنّ الجزائر تسجل 120 ألف حالة عضة كلب يتعرض لها الإنسان سنويا وتتسبب في وفاة ما بين 15 و20 شخص، مشيرا إلى أنّ 50 بالمائة من الإصابات تمس فئة الأطفال الأقل من 18 سنة.
في يوم تحسيسي حول خطورة داء الكلب، نظم بمقر وزارة الصحة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذا المرض، أكد الدكتور فورار أنّ تلقيح الكلاب الضالة والأشخاص المصابين يعد السبيل الأمثل للقضاء نهائيا على داء الكلب والتمكن من تحقيق الأهداف المسطرة من قبل السلطات العمومية، في مطلع 2030 بتسجيل صفر حالة.
وأضاف أنّ إصابة قرابة 900 حيوان بداء الكلب تسبب في عدة وفيات بعد تعرضهم لعضات خطيرة، نظرا لعدم تلقي الكلاب للقاح المضاد للفيروس، داعيا إلى تكثيف الجهود بين جميع القطاعات والتعاون خصوصا مع وزارة التربية الوطنية من أجل حماية الأطفال الأقل من 18 سنة من إصابتهم بالمرض الخطير وتعزيز سبل الوقاية وتوعية جميع شرائح المجتمع بخطورة داء الكلب لدى الحيوان والإنسان على حد سواء.
وحذر فورار من الاستهتار في تلقي العلاج في الوقت المناسب بعد الإصابة بعضات الحيوان وعدم التوجه نحو المؤسسة الصحية في الساعات الأولى من التعرض لها،مضيفا أنّ تلقي اللقاح مباشرة بعد الإصابة يقي من الوصول إلى مرحلة خطيرة ويجنّب الوفاة بسبب هذا المرض الخطير، مع ضرورة الغسل الجيّد لمكان الجرح بالصابون.
من جهتها، أشارت مفتشة بيطرية بوزارة الفلاحة الدكتورة ليلى رمضاني إلى أنّ حملة واسعة لتلقيح الكلاب تم خلالها توزيع أكثر من 240 ألف جرعة لقاح وساهم في إنجاحها 1200 بيطري تابعين للقطاع العام والخاص، مؤكدة أنّ تلقيح الحيوان يساهم في ضمان حماية فعالة للمواطنين من مخاطر داء الكلب.
وأوضحت أنّ فرقا متنقلة مزوّدة بالوسائل اللازمة ساهمت في تلقيح عدد كبير من الكلاب، على مستوى المناطق الريفية مع تجنّد مصالح البلديات في حملة التحسيس والتوعية بخطورة داء الكلب والحاجة إلى توسّع عملية التلقيح للقضاء نهائيا على المرض الخطير قبل 2030، قائلة إنّ تحقيق هذا المسعى يتطلب تضافر الجهود بين جميع الهيئات والقطاعات ومساهمة المواطنين في تجنّب مخاطر هذه الآفة.
مخطط وطني في الأشهر القادمة
من جانبه، كشف الدكتور أحمد طراد بوزارة الصحة عن وضع مخطط وطني للوقاية ومحاربة داء الكلب، في الأشهر القادمة، قصد العمل على تحقيق الهدف المنشود والمتمثل في بلوغ صفر إصابة بداء الكلب ومكافحة مخاطره بصفة نهائية، باعتباره مرض معدي وقاتل يهدّد الصحة العمومية.
وشدّد ذات المتحدث على ضرورة التصريح بأيّ حالة من داء الكلب إلى المؤسسات الصحية من أجل تلقي العناية اللازمة في الوقت المناسب لتجنّب المضاعفات الخطيرة، بالإضافة إلى ضرورة مراقبة الحيوانات في مداخل الحدود، وكذا تطوير الخدمات الصحية ونوعية التكفل بالمصابين.
أما المختص في طب الأوبئة كمال آيت أوبلي أبرز أهمية تلقيح الأشخاص المصابين بعضات الكلاب قبل وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي، مشيرا إلى أنّ فترة حضانة الفيروس تتراوح ما بين شهر إلى 3 أشهر، قبل بداية ظهور الأعراض الخطيرة والتي تختلف من شخص إلى آخر، حسب الحالة داعيا إلى التوجه فورا إلى المستشفى وتلقي العلاج الكامل.
ويرى أنّ كل القطاعات معنية بمحاربة هذا الداء الخطير، في إطار البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض الحيوانية، قائلا إنّ الجهود المبذولة ساعدت على التقليل من عدد الإصابات والوفيات جراء داء الكلب، ولكنها ما تزال غير كافية لتحقيق الهدف الرئيسي بالتخلص نهائيا من المرض في مطلع 2030، مرجعا السبب في عدم تطبيق الترسانة القانونية الخاصة بالبرنامج الوطني لمكافحة الداء.