طباعة هذه الصفحة

في رسالة تعزية إلى عائلة المجاهد، الرئيس تبون:

الحاج محمــد يعلا... حيـاة حافلــــة بالعطاء الوطنــي

بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، برسالة تعزية إلى عائلة المجاهد المرحوم الحاج محمد يعلا، الذي وافته المنية، أمس، عن عمر ناهر 94 سنة، نوه فيها بما تحلى به الراحل من “خصال الرجال الوطنيين الأكفاء المخلصين”.
جاء في رسالة التعزية: “(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)، صدق الله العظيم.
شاء قدر الله سبحانه وتعالى أن يتوفى المجاهد المرحوم الحاج محمد يعلا، فيوافيه الأجل المحتوم بعد أن اضطلع في حياته الحافلة بالعطاء الوطني وخلال مساره المهني بالعديد من المهام والمسؤوليات السامية داخل الوطن وخارجه”.
وأضاف رئيس الجمهورية، أن الفقيد “يغادر هذه الدنيا ليحتفظ من عرفوه وعملوا معه بما تحلى به من خصال الرجال الوطنيين الأكفاء المخلصين، وهي خصال ستظل ذخرا ورصيدا مشرفا لعائلته وذويه، وذكرا طيبا شاهدا على ما قدم لوطنه”.
وخلص إلى القول: “وفي هذا المصاب الأليم، أتوجه إليكم وإلى رفقائه المجاهدين بأخلص التعازي، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه جنة الفردوس مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر والسلوان، عظم الله أجركم. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، صدق الله العظيم”.
قوجيل: رمز وطني وشاهد نزيه
بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، برسالة تعزية إلى أسرة المجاهد والوزير الأسبق الفقيد الحاج محمد يعلا، أبرز من خلالها مناقب الرجل الذي يعد “رمزا وطنيا وشاهدا نزيها على مراحل هامة من تاريخ الجزائر”.
كتب قوجيل في رسالته: “ببالغ الحزن والأسى، وبإيمان بقضاء الله الذي لا راد له، فجعنا بوفاة الأخ المجاهد والوزير الأسبق الحاج محمد يعلا، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد أن أدى الأمانة وخط حياة حافلة بالجهاد والنضال والعزم والعمل، من خلال المسؤوليات والمهام القيادية والدبلوماسية التي أوكلت له، والتي أداها، رحمه الله، بنضالية ومهنية عالية طبعتها على الدوام التضحية والنزاهة ونكران الذات”.
وأضاف، أن “المجاهد المغفور له، بإذن الله، الحاج محمد يعلا كان رمزا وطنيا وشاهدا نزيها على مراحل هامة من تاريخ الجزائر، ساهم بشجاعة في ثورتها التحريرية المظفرة وتقلد بعد استقلالها مناصب مسؤولية أبان فيها عن كفاءة عالية وحكمة وإخلاص للقيم الوطنية السامية، فاستحق هذه المكانة الرفيعة في قلوب من عرفوه وعملوا معه، والذين يذكرون بفخر واعتزاز مآثره بكثير من التقدير والإجلال”.
وبهذه المناسبة الأليمة -يقول قوجيل- “أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة، بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أسرة المجاهد الفقيد وإلى المجاهدين من رفقائه، داعيا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والغفران، ويسكنه جنات الخلد والرضوان، ويلهمنا على فراقه جميل الصبر، ويجعله في مراتب الأخيار والأبرار والمتقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.
ربيقة يعزي
تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، بأصدق التعازي الى أسرة الفقيد المجاهد والوزير الأسبق امحمد يعلى.
أعرب الوزير في رسالة التعزية، التي وجهها الى أسرة الفقيد، قائلا “ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ ما قضى به الله في رحيل المغفور له، بإذنه تعالى، المجاهد والدبلوماسي والوزير الأسبق الحاج يعلى طيب الله ثراه وأكرم مثواه”.
وأضاف ربيقة: “وإذ أزجي لكل أهله وذويه وجميع رفاقه أصدق التعازي وأبلغ عبارات المواساة، فإنني أسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ورضوانه وأن يفسح له مكانا يرضاه في جنات الخلد مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه سميع عليم”.
مسار نضالي حافل
يعد الراحل محمد يعلى المدعو “حاج يعلى” من مواليد 23 ديسمبر 1927 بتيفرة ولاية بجاية، وهو مناضل في الحركة الوطنية وكان رئيس مجموعة من الكشافة الإسلامية الجزائرية. ومع اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، التحق بصفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني بالولاية الثالثة التاريخية، ليعين مسؤولا سياسيا من قبل الشهيد عباس لغرور، لتحكم عليه السلطات الفرنسية غيابيا بسبب نشاطه السياسي والثوري.
وواصل المرحوم النضال السري إلى جانب عبان رمضان وكان عضوا بلجنة الاتصال ما بين الولايات، ثم عين عضوا في البعثة الخارجية لجبهة التحرير الوطني في كل من تونس والقاهرة، ليتم تعيينه في 1956 مكلفا بمهمة بألمانيا.
وعند تشكيل الحكومة المؤقتة الأولى في سبتمبر 1958، عين “الحاج يعلى” مسؤول سكريتارية وزارة الشؤون الخارجية ثم نائب رئيس بعثة الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني ببلغراد لسنة 1960، ناهيك عن توليه منصب رئيس بعثة الحكومة المؤقتة في براغ ودول المعسكر الاشتراكي.
وبعد الاستقلال أوكلت للمجاهد والدبلوماسي عدة مهام سامية، منها رئيس قسم الدول الاشتراكية في وزارة الشؤون الخارجية ثم على التوالي سفيرا للجزائر في كوناكري وبكين، إلى جانب مناصب أخرى، على غرار محافظ الجزائر (1965-1970)، والي ولاية قسنطينة (1970-1974)، مستشار في رئاسة الجمهورية (1974-1977) إضافة إلى وزير التجارة (1977-1979) ووزير المالية (1979-1982) ووزير الداخلية (1982-1987) ثم كسفير الجزائر بالاتحاد السوفياتي سنة 1988.
يذكر، أن الراحل امحمد يعلى متحصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة يوغوسلافيا وكان عضوا سابقا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني.