كشف المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة الدكتور بن ساعد لـ “الشعب” أن الوضع الوبائي الذي تعرفه البلاد أنشئ بطريقة تلقائية ذهنية جماعية وإدراك للأزمة الصحية، منذ ظهور الوباء وإلى غاية إيجاد اللّقاح، هذا الأخير الذي يستلزم توفير ما يعادل 50 مليون جرعة لا سيما وأن المعطيات الديموغرافية تؤكد على تلقيح 25 مليون جزائري كضرورة للوصول للمناعة الجماعية. هذه المعادلة التي لن تتحقق إلا بتوافر عوامل في مقدمتها توفر اللقاح لشرائح وفئات هشة بالنسبة للفيروس حتى يتم تفادي وصولهم لمراحل متقدمة، مذكرا أن الدول التي وصلت لمعدل تلقيحي يصل 90 بالمائة تمكنت من التحكم في إصابة الفئات الهشة بفضل رفع نسبة التلقيح والوصول للمناعة الجماعية، ليليها بحسبه عامل الإرادة في التوجه نحو منصات التلقيح الجماعي بشكل طوعي وواع بأهمية تلقي اللقاح بجرعتيه إلى جانب الدور الأساسي الذي يلعبه الإعلام في توعية ودفع وتيرة العملية لا سيما مع وجود شرائح كبيرة مترددة ما يستوجب حملة تحسيسية وإعلامية شرسة لضمان استمرارية عمليات التلقيح وإقناع المواطنين بتلقي التلقيح وعن قناعة.
كما أكد المتحدث أن إنتاج اللقاح لا يعني تغطية وإتمام عملية التلقيح، وإنما الجزائر وصلت لعامل توفير اللقاح والقضاء مستقبلا على إمكانية محدوديته، وإنما التحدي هو التفكير في كيفية تلقيح كافة الشرائح المعرضة للإصابة بالفيروس، حيث أن التجربة الجزائرية لم توفق في محاربة ضربات الفيروس عبر ثلاث موجات كانت خطيرة ومؤثرة على المنظومة الصحية عموما باعتبار أن توقيت التلقيح كان في أوج الموجة الثالثة بحسبه، أين كان هناك توافدا كبيرا على التلقيح، أواخر شهر جويلية خوفا من الإصابة، في ظل تراجع التلقيح الذي يعتبر الإجراء الوقائي الوحيد للحد من انتشار الفيروس، ويبقى خيار تلقي اللقاح بجرعتيه الحل الوحيد للوصول لمناعة جماعية وأن أخذ الجرعة الأولى فقط لا تكفي لمحاربة الفيروس فلابد من استكمال الجرعة الثانية مع الحفاظ على برتوكول التباعد، وهو ما ينبغي ان يقتنع به أفراد المجتمع لتفادي الإصابة بالوباء.
أضاف الدكتور بن ساعد إن توفر اللقاح وطنيا لا يعتبر ضمانة للحد من انتشار الوباء وإنما الجزائر خطت خطوة للقضاء على تفشي العدوى إمكانية لكن التحدي الأكبر هو كيفية دفع المواطن للاقبال على التلقيح وجعله يدرك خطورة الوضع الوبائي في حال عدم الوصول للهدف المنشود، وأن معادلة المناعة الجماعية لن تحقق إلا بالوصول لإقناع الأغلبية بأهمية التلقيح الجماعي ما يعني أن الحل الوحيد هو اللقاح حتى نستطيع مواجهة أي مستجدات بخصوص الموجة المفترض حدوثها أواخر شهر نوفمبر والمعروف بالمتحور “مو” بتنظيم حملات تلقيح استباقية لتفشي الموجة الرابعة لا سيما أن الموجة المتوقعة قد تصيب الأطفال ما يستوجب إستراتيجية أخرى.