تتواصل الأنشطة التوعوية والتحسيسية، التي تهدف إلى تعزيز وعي المواطنين بفائدة تلقي اللقاح حماية لهم من مخاطر الإصابة بكوفيد-19 وحثهم على ضرورة المساهمة في إنجاح عملية التلقيح لتحقيق مناعة جماعية تمكن من مجابهة وكبح انتشار الفيروس المتحور وكسر حلقة العدوى وتساهم في تسريع العودة إلى الحياة العادية والتخلي عن القيود المفروضة على الجميع.
تحت شعار «معا لنكافح ضد كوفيد-19 في الجزائر»، نظمت جمعية الحياة في إطار الاستجابة التضامنية الأوروبية وتحت إشراف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أبوابا مفتوحة إعلامية وتحسيسية حول فيروس كورونا وترقية التلقيح على مستوى ساحة أول ماي، والتي تندرج ضمن مساعي تكثيف الجهود لتسريع وتيرة التلقيح وتوعية أكبر عدد من المواطنين بأهمية أخذ اللقاح لتوفير الحماية الجماعية من مخاطر الفيروسات المتحورة.
وشكلت الأبواب المفتوحة فرصة هامة للتقرب مباشرة من المواطنين من مختلف الشرائح والأعمار وحثهم على ضرورة مواصلة الامتثال لإجراءات السلامة واحترام جميع التدابير الوقائية، مع توعيتهم بمدى أهمية التلقيح بالجرعتين لضمان أفضل حماية وسلامة من الجائحة وطمأنتهم بأن جميع اللقاحات المتوفرة في الجزائر فعالة وآمنة، وهي الحل الوحيد لحمايتهم من مضاعفات الإصابة بكوفيد-19، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
ولقيت هذه الأنشطة التحسيسية والتوعوية استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، الذين وجدوا الإجابة الصحيحة على جميع استفساراتهم المتعلقة بنوعية اللقاحات المتوفرة وفعاليتها ومدى أمنها وسلامتها، خاصة وأن الكثير منهم ما يزالون مترددين في أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا ومتخوفين من إمكانية إصابتهم بأعراض جانبية خطيرة.
من جهته، أكد مواطن في الستينات أنه لم يتلق اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى حد الآن، على الرغم من أنه يعاني من أمراض مزمنة، مرجعا ذلك إلى تخوفه من إمكانية ظهور آثار جانبية خطيرة بعد عملية التلقيح، مشيرا إلى أن الأبواب المفتوحة التحسيسية تساعد على طمأنة الجميع حول نوعية اللقاحات.
وأضافت امرأة أخرى في الأربعينات، أنها استفادت من الجرعة الأولى من اللقاح الصيني «سينوفاك» وتنتظر موعد تلقي الجرعة الثانية، قائلة إن تقربها من المشرفين على الأبواب التحسيسية لمعرفة تفاصيل أكثر عن فائدة اللقاح ودوره في منع حدوث مضاعفات في حال الإصابة بالفيروس المتحور.
كما أكد المنظمون أن هذه الأنشطة التوعوية تهدف لتسريع حملة التلقيح وبلوغ الأهداف المرجوة والمتمثلة في استفادة 75 بالمائة من المواطنين من اللقاح لاكتساب المناعة الجماعية، التي تمكن من مواجهة مخاطر موجة رابعة محتملة من الفيروس المتحور الذي يتميز بسرعة انتشاره بين الأشخاص وخصائص خطيرة مقارنة بالفيروس الأصلي.
وقاية من السلالات الجديدة
في هذا الإطار، أكدت رئيسة جمعية الحياة نوال لحول لـ «الشعب»، أن بلوغ الهدف الرئيسي المتمثل في اكتساب المناعة الجماعية، يقتضي تضافر جهود الجميع لتحسيس الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمخاطر كوفيد-19 بضرورة الإقبال على مراكز التلقيح للاستفادة من اللقاحات، التي تعد السبيل الأمثل لكسر سلسلة العدوى ومنع مخاطر السلالات الجديدة، زيادة على المساهمة بقوة في التوعية الصحية حول الفيروس وتعزيز أنشطة الوقاية من العدوى.
وأشارت إلى أن جمعيتها تسعى الى الوصول الى مختلف فئات المجتمع لطمأنتهم بسلامة اللقاحات ومواجهة الشائعات التي أصبحت تثني المواطن عن التقدم للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19، ودعوتهم لعدم الانسياق وراء هذه الإشاعات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمشككة في مدى فعالية وأمن اللقاحات المتوفرة في الجزائر، موضحة أن جميع الأخبار التي تنشر في صفحات موقع «الفايسبوك» حول مخاطر اللقاح خاطئة ولا أساس لها من الصحة.
وحذرت رئيسة جمعية الحياة من التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بعد تسجيل انخفاض مستمر في عدد الإصابات بكوفيد-19 في الأسابيع الأخيرة، موضحة أن استقرار الوضع الوبائي يمكن أن يكون مؤقتا، وسط توقعات المختصين بقدوم موجة رابعة قد يتسبب فيها الفيروس المتحور الجديد.
وأضافت في ذات السياق، قائلة: «نظمنا عدة حملات توعوية حول التلقيح ضد فيروس كورونا، بالتعاون مع ممثلي قطاع الصحة والأطباء لفائدة مستخدمي التربية والتلاميذ وكذا الأشخاص المتعايشين مع مرض «الإيدز» الذين لديهم مرض فيروسي ويتخوفون من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، حيث نسعى إلى تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم على الوقاية من مخاطر الفيروس وتجنب المضاعفات في حال إصابتهم بالمرض.
وأردفت رئيسة جمعية الحياة، أنه على الجميع، من جمعيات وأطباء وكافة ممثلي القطاعات، التجند لتوعية المواطنين من أجل المساهمة في تسريع وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا وتسهيل بلوغ الأهداف بتلقيح 70 بالمائة من السكان، مشيرة إلى أن الإقبال على اللقاحات مايزال ضئيلا وغير كاف لتجنب مخاطر موجة رابعة.
وبحسب محدثتنا، فإن نقص الوعي أدى إلى حدوث كارثة كبيرة، بعد أن تجاوزت الإصابات عتبة 1000 حالة يوميا وتسببت في أزمة أوكسجين واكتظاظ كبير على مستوى جميع المستشفيات، ما يستدعي اتخاذ كامل الاحتياطات لعدم تكرار نفس السيناريو مع الموجة الأخيرة، من خلال مواصلة الالتزام بقواعد الوقاية وكذا الإقبال على التلقيح الذي يبقى الحل الأمثل للعودة إلى الحياة العادية.