يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة محمد السعيد بن غنيمة، أن سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في هذا الوقت هو محاولة للتشويش على الانتخابات المزمع تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل، ولا مبرر لاتخاذ مثل هذه القرارات التي لاقت رفضا محليا ودوليا على وجه السرعة.
أكد الأستاذ محمد السعيد بن غنيمة، أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة قد نجحت إلى حد ما في حلحلة بعض العقد في الأزمة الليبية وإعادة الزخم الدبلوماسي للقضية بإشراك مختلف الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا للمساهمة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا.
وأضاف الأستاذ الجامعي في اتصال مع «الشعب»، أن سحب الثقة من حكومة الدبيبة في جلسات مساءلة ومحاسبة للحكومة واتهامها بسوء التسيير والإفراط في الإنفاق غير المبرر، يأتي بالرغم من أن النصاب القانوني لم يتوفر حيث حضر 113 نائب وصوت 38 نائبا ضد سحب الثقة وبالتالي فإن 75صوتا لا يكفي لسحب الثقة والتي تتطلب تصويت 86 نائبا على الأقل بحسب القانون الداخلي لمجلس النواب الليبي وبالرغم من ذلك تم إعلان سحب الثقة ما أثار جدلا في ليبيا حول شرعية الحكومة.
كما أوضح بن غنمية، أن مثل هذه القرارات التي لاقت رفضا محليا ودوليا على وجه السرعة ستؤثر بالسلب على التحضير الجيد للاستحقاقات المقررة نهاية العام والتي يتطلب إجراؤها توفر حد أدنى من الاستقرار وأيضا التوافق بين أطراف الصراع في ليبيا من أجل إجراء انتخابات نزيهة وشفافة قد تساهم في حل الأزمة الليبية بقيادة شرعية منتخبة مستقبلا، وهو مالا تريده العديد من الأطراف المستفيدة من استمرار الأزمة وتدفع إلى استمرار الانقسام والصراع في ليبيا للمحافظة على مصالحها على حساب الشعب الليبي.