تعهّدت الولايات المتحدة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال بغية التغلب على الأزمة مع فرنسا، لكنّها أقرت في الوقت نفسه، على غرار باريس، بأنّ الأمر سيستغرق وقتا.
نشبت الأزمة بين باريس وواشنطن في 15 سبتمبر إثر إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن ولادة تحالف دفاعي جديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، موسّعاً نطاق تقنيّة الغوّاصات الأمريكيّة العاملة بالدفع النووي لتشمل أستراليا، بالإضافة إلى تقنيات الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والقدرات البحريّة تحت الماء.
وكانت من أولى ثمار هذا التحالف الإطاحة بصفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع واستبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالدفع النووي.
وجرت مكالمة هاتفية بين بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن في ختامها الرئيسان «التزامات» لإعادة إرساء الثقة بين بلديهما بعد أزمة الغواصات.
وفي هذه المكالمة الهاتفية التي طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حل لأخطر أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق عام 2003.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا بعد أزمة الغواصات «ستستغرق وقتا»، وتتطلّب «عملا دؤوبا» من جانب واشنطن.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك «نحن ندرك أن هذا سيتطلب وقتا وعملا دؤوبا، ولن يُترجَم ببياناتٍ فحسب، بل أيضا بأفعال».
وتطرّق بلينكن إلى «التعاون والتنسيق» اللّذين تعهّد بايدن وماكرون تعميقهما خلال محادثتهما الهاتفية، قائلا إن البلدين الحليفين يمكنهما «فعل المزيد» و»القيام بعمل أفضل».
وتحدّث الوزير الأمريكي مطوّلا عن أهمية فرنسا، ولا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي أعلنت فيها واشنطن منتصف سبتمبر عن تحالف مع أستراليا والمملكة المتحدة كان السبب في اندلاع الأزمة.
وعقد وزير الخارجية الأمريكي لقاء في نيويورك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. وقال بلينكن متحدثا عن لودريان «نحن أصدقاء منذ فترة طويلة، لدي تقدير كبير له».
وأبلغ لودريان بلينكن خلال اجتماع ثنائي في مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك بأنّ الخروج من الأزمة بين بلديهما بسبب قضية الغوّاصات الأسترالية يتطلّب «وقتاً» و»أفعالاً»، بحسب ما أعلنت باريس.