تستقبل المرأة البجاوية الشهر الفضيل بعادات وتقاليد خاصة، فهي تعتبره ضيفا عزيزا، اشتاق إليه الجميع، بعدما غاب عنهم سنة كاملة، هذا الشهر الفضيل الذي فيه ليلة قال عنها الرحمن أنها خير من ألف شهر، شهر الرحمة، شهر التوبة والغفران، لهذا يجب على كل مسلم أن يستعد له ويتهيأ لاستقباله في أبهى وأحسن هيئة وحلة، بأشهى الأطباق وألذها، ففي ثقافة المسلمين لا بد من الترحيب بشهر رمضان كما يستقبل شخص عزيز طال انتظاره أو أكثر من ذلك.
السيدة نسيمة مزياني تقول لـ «الشعب» استعدت العائلات البجاوية لاستقبال الشهر الفضيل بحركية غير عادية، كما لو أن رمضان هو شخص عزيز وضيف سامي يقام له كل التحضيرات لاستقباله، حيث انطلقت قبل أيام من الشهر الفضيل، إذ قامت النسوة بتنظيف البيوت وتزيينها، وتزدحم الأسواق أكثر بالناس والنسوة خاصة، من أجل شراء المستلزمات التي يحتاجونها، من أغراض وأواني جديدة.
وتقول السيدة داود سميرة، “هناك العديد من العادات والتقاليد التي لم نفرط فيها لدى استقبالنا لشهر رمضان، حيث تقوم العائلات باستقبال هذا الضيف الكريم في أحسن حلّة، وذلك بالقيام بترتيبات خاصة ومنها، تنظيف البيوت والواجهات، اقتناء التوابل والأواني الجديدة، بالإضافة إلى السهرات العائلية التي تضفي على هذه المناسبة الدّينية نكهة خاصّة، وما تتميز به البجاويات هو تحضير الخبز التقليدي طيلة الشهر الفضيل، هذا ويعتبر طبق الكسكسي باللبن سيّد مائدة السحور، إذ نعتمد عليه بالنظر لفوائده الكبيرة في مقاومة الإحساس بالجوع والعطش، فضلا عن احتوائه على الطاقة والفيتامينات”.
ومن جهتها تقول السيد حدوش يمينة: “ في شهر رمضان مازالت عادة تكريم الصغار عند صيامهم لأول مرة في حياتهم، حيث يقدم لهم وجبة إفطار خاصّة، بهدف تعويدهم على فريضة الصّيام، وتتمثل الوجبة في البيض المسلوق، و’المسمّن’، وشرب الماء من إناء بداخله قطعة من الفضّة، لأن الفضة ترمز إلى الصفاء والبياض، ولعل أجمل ما يميز أيام رمضان الكريم بمختلف القرى والمداشر، هو روح التضامن والتعاون، حيث تحضى العائلات الفقيرة منذ اليوم الأول من هذا الشهر الكريم بمساعدات، تجسيدا لآليات التعاون والتآزر والتي تقدمها العائلات الميسورة، والمتمثلة في وجبات كاملة”.
وعلى غرار الاستعدادات التي تقوم بها العائلات في البيوت، فقد قامت مديرية الشؤون الدينية بتجهيز أغلب المساجد في الولاية والقيام بالترتيبات اللازمة، لاستقبال شهر رمضان ومعه جموع المصلين الذين ستمتلئ بهم بيوت الله تعالى، من أجل إحياء صلاة التراويح، وذلك بتغيير الأفرشة وتزيين وتنظيف الجدران وتجديد المصابيح والمآذن، ومن جهتها لم تنس سلطات الولاية المحرومين وأولئك الذين لا مأوى لهم، وعابري السبيل، إذ بدأت أغلب البلديات في تجهيز مطاعم الرحمة، التي ستقدم لهم وجبات الإفطار.