يصل عدد الإصابات بالتسممات الغذائية إلى 6 آلاف حالة، حيث تسجل سنويا وفيات من 0 إلى 4 حالات حسب أرقام رسمية، هذه الحالات غالبا ما تكثر في فصل الصيف، حيث تساهم الحرارة في تكاثر المكروبات والجراثيم، التي تؤدي للإصابة بحالات التسمم، وضعية تتطلب توخي الحذر، والالتزام بالقواعد الصحية، خاصة ما يتعلق بحفظ المواد عن طريق التبريد حسب ما ينصح به المختصون.
ويمثل التبريد عامل أساسي للحفاظ على جودة المنتوجات خاصة في موسم الحر، غير ان هذا العامل يتطلب توفير شروط صحية، حسب ما أكده الدكتور احمد تشيكو مختص في علم التجميد السريع وعضو مستشار في الطب الشرعي، في لقاء نظمه الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين مؤخرا.
أوضح المتحدث أن حالات التسمم قد تظهر بعد ساعة من استهلاك المادة الملوثة أو بعد أيام قليلة، مفيدا أن درجة البرودة التي تضمن الحفظ الجيد للمنتوج يجب أن لا تزيد عن 10 درجات مئوية، فيما يتطلب حفظ المواد لمدة أطول في الزمن إلى درجة اقل من 18 درجة مئوية، منبها أن تجميد بعض المواد كالبزلاء لا يجب أن تتجاوز مدة حفظها في المجمد 3 أشهر.
كما شرح أهمية التبريد، مفيدا بأن العمليات الكميائية والفيزيائية والبيولوجية تتم ببطء شديد في درجات الحرارة المنخفضة، وبعضها يتوقف كليا، موضحا بأن تباطؤ النشاط الحيوي للبكتيريا يعمل على زيادة الفترة الزمنية المسموح بها لحفظ المواد والأغذية، مع الاحتفاظ بعناصرها ومكوناتها الأساسية.
ونبه تشيكو إلى ان وضع المنتوجات في الثلاجة قصد التبريد أو التجميد في فصل الصيف تتطلب التقيد بشروط معينة، وقد أشار إلى ان ربات البيوت خاصة العملات يلجأن إلى طهي وجبات متنوعة، وحفظ التي لم تستهلكه في الثلاجة لاستهلاكه في وقت آخر، غير أن الكثير منهن يجهلن الطريقة الصحية التي تحفظ بها.
كما يرجع معظم الأخصائيين سبب الارتفاع إلى غياب الضمير لدى الباعة والمستخدمين في حفظ المواد الغذائية، وعدم تطبيق المعايير المناسبة لحفظ وسلامة الأغذية، يقومون بتوقيف تشغيل المبردات توفيرا للكهرباء دون مراعاة الشروط السليمة لحفظ الأغذية من التلف، وبالتالي المحافظة على صحة المستهلك، كما يساهم انتشار الأسواق الفوضوية التي تنامت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، في ارتفاع عدد الإصابات بالتسممات الغذائية.
بالإضافة إلى انعدام الثقافة الغذائية عند المواطن، يشير الأطباء إلى ان التسممات يمكن ان تؤدي إلى الإصابة بداء السرطان، كما أنها تتفاوت من حيث درجة الخطورة من شخص لآخر مبرزة بان الأطفال والأشخاص المتقدمين في السن هم أكثر عرضة للإصابة التسممات نظرا لهشاشة جهازهم المناعي.
وللتقليل من عدد الإصابات دعا الحاج طاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، بالإضافة إلى التركيز على الجانب الوقائي، وضرورة توخي الحيطة والحذر عند اقتناء المواد الغذائية، من خلال تفقّد تاريخ انتهاء الصلاحية، مؤكدا على ضرورة تكثيف أعوان الرقابة في الميدان لمراقبة نوعية المنتوجات الغذائية التي تدخل إلى السوق والتي أغلبها آتية من الخارج.
وتجدر الإشارة إلى أن المواد التي يمكن ان تصيب المستهلك بالتسمم تتمثل في اللحوم ومشتقاتها والحلويات، بالإضافة إلى المرطبات والعصائر، لأنها سريعة التلف ومدة صلاحيتها قصيرة جدا نظرا لطبيعة هذه المنتوجات.