طباعة هذه الصفحة

يراهن عليه في كبح تفشي «كوفيد»

التلقيح السبيل لبلوغ مناعة جماعية

صونيا طبة

تراهن السلطات العمومية على رفع وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا بتكثيف حملات التطعيم في جميع أرجاء الوطن وبذل أقصى الجهود على جميع المستويات في مسعى لبلوغ مناعة جماعية في ظرف وجيز والتي تتحقق بتلقيح على الأقل 75 بالمائة من المواطنين حتى تتمكن الجزائر من مكافحة مخاطر انتشار هذا الوباء والتصدي لعواقب السلالات المتحورة الجديدة.
تواصل الحكومة تسخير جميع الإمكانيات المادية اللازمة لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد «كوفيد -19 «قصد توقيف تفشي وزحف الفيروس تحسبا لموجة أخرى قد تكون أخطر وأعنف من الموجة الثالثة التي عاشتها الجزائر وتسببت في ارتفاع رهيب في عدد الإصابات والوفيات ،ومن أجل تجنب تكرار مثل هذا السيناريو تكافح السلطات المعنية لتوفير اللقاحات بكميات كبيرة تكفي لضمان تلقيح أكبر عدد من المواطنين في ظرف زمني وجيز، حيث ستستلم الجزائر 15 مليون جرعة من اللقاح الصيني  «سينوفاك «قبل نهاية أكتوبر المقبل.
في هذا الاطار أفضى اجتماع مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الى المصادقة على عدد من المراسيم والعروض المتعلقة بقطاع الصحة مع اتخاذ جملة من القرارات الهامة بخصوص تنظيم عملية التلقيح ضد فيروس كورونا على المستوى الوطني لمواجهة تفشي الوباء ،باعتبار أن الجزائر سنطلق هذا الشهر في انتاج لقاح» سينوفاك «بطاقة تصل الى مليوني جرعة شهريا في إطار التعاون بين مجمع «صيدال» والشركة الصيدلانية الصينية «سينوفاك» ولقاح «سبوتنيك» في مع الشريك الروسي.
وفي خضم الاستعداد لبدء الإنتاج المحلي للقاح المضاد لفيروس كورونا تسعى السلطات المعنية إلى الحصول على مزيد من اللقاحات من الخارج في سياق تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة مخاطر الوباء واستدراك التأخر المسجل في حملة التلقيح ضد «كوفيد -19 « التي انطلقت منذ شهر جانفي الفارط واستفاد منها الى حد الآن قرابة 9 ملايين شخص ،وهو الرقم الذي لا يسمح بتحقيق مناعة جماعية كونها تتطلب تلقيح على الأقل 20 مليون جزائري بالجرعتين للتمكن من مكافحة مضاعفات الاصابة بالفيروس وكسر سلسلة انتشار العدوى .
وبهدف بلوغ الأهداف المسطرة في هذا السياق  أصر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أن يكون استغلال المخزون الوطني من اللقاح المضاد لفيروس كورونا والذي يتم استيراده من الخارج من خلال مراعاة تقدم وتيرة الإنتاج المحلي مستقبلا والذي من المرتقب أن يكون بمعدل مليوني جرعة شهريا، ما من شأنه أن يساهم في ضمان تلبية جميع الحاجيات الوطنية من اللقاح، خاصة مع زيادة الطلب العالمي على اللقاحات للحد من انتشار الفيروس.
 وساهمت أيضا الحملة الوطنية الكبرى للتلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة بالتنسيق مع مختلف القطاعات في دفع عدد كبير من المواطنين نحو مراكز التلقيح والفضاءات العمومية المخصصة للعملية، حيث شهد الإقبال تزايدا مقارنة بالأسابيع الفارطة بفضل تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية بضرورة التلقيح للوقاية من مخاطر الفيروس وتسريع العودة إلى الحياة العادية بالإضافة إلى توفر اللقاح بكميات كبيرة وكافية لجميع الراغبين في التطعيم واقتناع المواطنين بأن اللقاح يبقى الحل الوحيد والآمن لكسر سلسلة انتشار هذا الفيروس الخطير.