أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن تطور الأزمات في العالم والمجرى الذي أخذته الأحداث في كل من سوريا، اليمن وليبيا، قد أثبتت وجاهة وصواب المواقف التي تبنتها الجزائر.
في كلمته خلال أشغال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، شدد لعمامرة على أنّ «الجزائر ما انفكت تحذر من مغبة هذه الصراعات، وقد أثبتت تطورات الأحداث في هذه البلدان بشكل واضح صواب المواقف التي تبنتها الجزائر منذ انطلاق شرارة الأزمات في كل من سوريا، اليمن وليبيا الأشقاء».
وأضاف الوزير: «تلكم كانت ولاتزال مواقف الجزائر المبنية على مبدأين أساسيين: عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاهتداء بالحوار من أجل التوصل إلى الحلول السياسية السلمية والتوافقية التي تحفظ وحدة وسيادة الدول العربية وتحقق الطموحات المشروعة لشعوبها».
كما طالب لعمامرة، بتفعيل هذين المبدأين في إطار هيكلة العلاقات التي تجمع بين العالم العربي ودول الجوار التي تقاسمه الانتماء إلى الحضارة الإسلامية.
هناك من يستقوي بالعدو التاريخي ضدّ الجار
وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بالقاهرة، أنّ هناك دولا تسعى للاستقواء بالعدو التاريخي لضرب الأشقاء والتجني بشكل مباشر على الجار.
وقال الوزير لعمامرة في كلمته إنّ «التأمل في أوضاعنا وأحوالنا، يجعلنا ندرك أن هناك من يسعى للبحث عن أدوار مؤثرة في بنية النظام الاقليمي والدولي عبر إقامة تحالفات خطيرة هدفها الوحيد تحقيق مكاسب آنية على حساب الأهداف السامية لمنظومة العمل العربي المشترك».
وأضاف أنّ «الأدهى من ذلك أن هناك من أصبح يستعين ويستقوي بالعدو التاريخي لضرب الأشقاء والتجني بشكل مباشر على الجار» في إشارة واضحة للأعمال العدوانية المغربية وتحالفه مع الكيان الصهيوني للإضرار بمصالح الجزائر.
واسترسل لعمامرة قائلا: «إنّ كان هذا يحدث في العلن وعلى مقربة من الحدود المشتركة، فلنا أن نتصور ما يحدث في الخفاء!»
وفيما يخص الآثار المترتبة عن مثل هذه التصرفات، أكد الوزير أنها «لا تولد إلا مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة وتزيد الأزمات القائمة حدة وتعقيدا، كما أنها تصرفنا عن قضيتنا الأولى والأساسية، القضية الفلسطينية، وتنزلها منزلة لا ترقى لمستوى تضحيات ومعاناة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، ونضاله المستمر في سبيل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
مواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية
وكتب لعمامرة، في تغريدة على حسابه الرسمي عبر موقع «تويتر»: «مشاركتي في الاجتماع الثاني للجنة العربية الوزارية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، لاستعراض ومناقشة آخر التطورات وتأكيد دعمنا المتواصل لأشقائنا الفلسطينيين لحين إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وكان لعمامرة، قد اجتمع في وقت سابق، مع وزير خارجية دولة فلسطين، السيد رياض المالكي، للتشاور حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية والبنود المطروحة على جدول أشغال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي تنطلق، اليوم.
سلسلة لقاءات ثنائية
كما أجرى رمطان لعمامرة، بالقاهرة، سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه العرب، على هامش أشغال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية.
فقد أجرى محادثات مع نظيره المصري، سامح شكري، تناول خلالها الوزيران العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إلى جانب قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
كما اجتمع الوزير لعمامرة، بنظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، الرئيس الحالي للدورة، للتشاور والتنسيق حول القضايا المطروحة على جدول أعمال الاجتماع.
وأجرى، أيضا، محادثات مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، استعرض خلالها الوزيران آخر تطورات القضية الفلسطينية وآفاق تعزيز العمل العربي المشترك لنصرة الأشقاء الفلسطينيين، حيث أكد السيد لعمامرة، على «دعم الجزائر الثابت والمتواصل للأشقاء الفلسطينيين لحين إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».