تسارعت وتيرة التطورات السياسية في المشهد الليبي منذ انعقاد اجتماع دول جوار ليبيا في الجزائر، الذي تبنى خارطة طريق الانتخابات تستبق بمصالحة شاملة بدأت ثمار نتائجها تظهر على أرض الواقع بإطلاق سراح المساجين.
وتبحث حكومة الوحدة الليبية مخرجات الاجتماع الهام في حين أكدت واشنطن أن تنظيم الاستحقاقات في موعدها حاسم للتقديم الديمقراطي والوحدة.
استعرضت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، بمعية رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، يان كوبيش، بمقر الوزارة بالعاصمة طرابلس، مخرجات الاجتماع الوزاري التشاوي لدول جوار ليبيا، الذي احتضنته الجزائر، مؤخرا، حيث رحّب كوبيش بالبيان الختامي للاجتماع، معربا عن دعمه لما ورد فيه.
وجاء في الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الليبية، أنه تم خلال اللقاء، الذي حضره وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية محمد خليل عيسى، مناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا، والجهود المبذولة لإنهاء الأزمة، وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي، المزمع عقده في 24 ديسمبر المقبل.
كما ناقش المجتمعون في لقائهم “النتائج المشجعة التي حققتها اجتماعات (5 + 5)، تزامنا مع الوقف الكامل لإطلاق النار، وإعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين المنطقتين الشرقية والغربية مصراته - سرت، وكذا التقدم في مسألة تبادل المحتجزين”.
وعلى صعيد متصل, تم التطرق إلى مبادرة استقرار ليبيا، وسعي هذه الأخيرة إلى تنظيم ورئاسة مؤتمر دولي، أوائل شهر أكتوبر الداخل “كأول مبادرة ليبية خالصة تهدف الى وضع الآليات العملية الخاصة بتنفيذ مخرجات مؤتمري برلين 1 و2، وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي المقبل”.
تأكيد على خروج المرتزقة
بدوره، التقى النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، بالمبعوث الأممي إلى ليبيا، حيث جدد التأكيد على ضرورة إخراج “المقاتلين” الأجانب المتواجدين على الأراضي الليبية إلى بلدانهم.
وأشار الكوني، حسبما جاء في الصفحة الرسمية للمجلس الرئاسي الليبي على موقع فيسبوك، الى أن الأمر من شأنه أن “يضمن تأمين الحدود الجنوبية الليبية مع دول الجوار، وانشاء شراكة لمنع الهجرة والتهريب وتسلل العصابات الإجرامية، لضمان استقرار الجنوب”.
وفي السياق، شدّد موسى الكوني على أهمية القضية، لافتا إلى ضرورة “وضع إستراتيجية يتم من خلالها إرجاع المقاتلين الأجانب إلى دولهم، بمشاركة الدول المعنية بالشأن الليبي”، وهو ما حثت عليه الجزائر خلال اجتماع دول الجوار.
ومن جانبه، ركّز يان كوبيش، على أهمية دعوة النائب بالمجلس الرئاسي الى “ضرورة مشاركة دول الجوار في الاجتماعات التي تعقدها الدول المعنية بالأزمة الليبية، وإشراكها في المباحثات التي تجرى حولها مستقبلا”.
واشنطن تتمسّك بموعد الانتخابات
أمام التقدم الحاصل في العملية السياسية رغم الوضع الأمني الهش، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى، “جوي هود، “إنّ الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر، حاسمة للتقدم الديمقراطي والوحدة الليبية، مشدّدًا على أن العملية السياسية يجب أن تكون مملوكة لليبيين، وبقيادة ليبيين، وخالية من التدخل أو النفوذ الأجنبي.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي، أنّ “هدف الولايات المتحدة هو إقامة ليبيا ذات سيادة مستقرة موحدة آمنة من دون تدخل أجنبي، وحكومة منتخبة ديمقراطيًا تدعّم حقوق الإنسان والتنمية، قادرة على محاربة الإرهاب داخل حدودها.
وأضاف “إن واشنطن تعمل على زيادة تركيزها الدبلوماسي على دعم التقدم في ليبيا، بما في ذلك من خلال عمل المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد نورلاند، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة إنجاز القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات لضمان نجاح الانتخابات”، مشددا “على أن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الحلفاء الأوروبيين والإقليميين، والحكومة الليبية المؤقتة، والأمم المتحدة، وآخرين، حول كيفية إحراز تقدم نحو انسحاب متسلسل لجميع القوات والمقاتلين الأجانب.